وأخيرًا جاءت الجليلة !!

عبدالله الشريف

 

الحياة مفترق طرق كبير ..والبحث في اعماقها مُتعب جدا .. لكن في نهاية كل نفق مظلم بصيص أمل يشع من بعيد ..ورغم الوجع لسنوات الضياع والتخبط خلف سراب كاذب الا أن طريق الحب باق .. من “العين” جاءت وذرفت لها المآقي شوقا ولوعة حين كانت النفس تخاف البوح عنها .

كانت صورتها الجميلة في قلبه وأمام ناظريه لم يستطع السيطرة على نفسه ..وجل وقته يبحث عنها في المجهول البعيد ..يعشق فيها كل شيء حتى الثمالة.. أرضها.. وكيانها وعشيرتها .. رغم أنه لايعرف شيئا عنها وقتئذ .. يهرع من على مكتبه حين يرى رسالتها ويستمتع معها بحديث المراسلة ..جاءت كسحابة صيف تحمل قمرا منيرا فاضحت “منيرة ” في سمائه .. عجز عن البوح لها بهذه السرعة خشية أن يُفهم خطأ ..وتوقف عند بوابة البحث لتُقتل دواخله بحرقة الولع .. وتتحشرج في قفصه الصدري كلمات الصدق الذي يريد أن يبثه ويخشى أن يفقد فيه كل شيء .

مرت سنة يكتم فيها لوعته ويتحرى اللحظة الجميلة التي تتقبله فيها .. لكنه خضع لكثير من التجارب المريرة في صورتها التي رفضت أن تخرج من مخيلته واضطر أن يضعها داخل برواز جميل في إحدى زاويا مكتبه الخفية ليس بعيدا عن الأعين فحسب بل والخوف عليها .. بقيت تلك “المنيرة” تنزف في داخله عله يبوح بشيء دون جدوى ..أحيانا كثيرة يكون هناك حب أبديٌ سرمدي تعجز أن تلمسه أو حتى تقترب منه .. فقد يكون نارا زمهريرا يشعل كل من حوله على بوابة الفضح .. ليجد صاحبه وقد بات مقتولا بطعنة هواء تشعل سويداء قلبه لينزف ويموت رويدا ..رويدا فمن يقول باسمه وعنه توكيلا شرعيا لتلك الفاتنة والقابعة في مقلة” العين” الوطن والامارة .

إنك “الجليلة” التي بحث عنك ثلاثون عاما ..وعندما وجدك .. خاف منك ..وعليك ..أن تضيعي منه للأبد ..