إليك ، و منك السلام

بدر الغامدي

‏على غير العادة سأقولها متوجها لصلب الموضوع بشكل سريع . قالها بشكل أسرع : هل لدينا رؤية متكاملة عن اتصال الأزمات، أو ما يسمى بإعلام الأزمات‬⁩؟ . وما هي الإستراتيجيات الاتصالية المستخدمة في الاستجابة لهذه الأزمات؟ و ما مدى فاعليتها في احتواء المواقف والحد من التداعيات السلبية للأزمة ؟

أسئلة كثيرة جالت بعد الهجمة الإعلامية المسعورة على أرض الحرمين ، و لنعلم أن المسألة لن تقف عند هذا الحد ، بل سنة التدافع ستكون مستمرة ما بقيت الحياة. كلنا نتفق على أهمية الآلة الإعلامية في البناء ، و نحن نسير لرؤية 2030 و التطور الذي تشهده البلاد – و لله الحمد – ينبغي أن يوازيه تطور إعلامي كبير جداً . المراقب للمشهد سيجد أن إعلامنا الموجه للخارج يعتريه ما يعتريه ، فمنذ أحداث 11 من سبتمبر اتضح عياناً أن ثمت تحدي كبير في الترسانة الإعلامية لمخاطبة الجمهور الخارجي بالذات.

و الآن ، و مع النمو الكبير للإعلام الرقمي و انحسار الإعلام التقليدي تدريجيا ، كان لزاما علينا أن نشهد تطورا في الآلة الإعلامية داخليا و خارجيا. فما يقوم به مركز التواصل الحكومي التابع لوزارة الإعلام عمل احترافي كبير نراه صباحا مساء، و المطلوب أكثر بالذات للإعلام الموجه خارجيا بعدة لغات لبناء صورة ذهنية إيجابية عن وطني السعودية ؛ لنحصل بعد ذلك على سمعة إيجابية في الخارج تكون أكثر قوة ، استغلالاً للقوة الناعمة. لن أنساك يا صديقي و أنت تغرد و تقول : الإعلام سلاح وصناعة واستثمار، هذا السلاح نميل لشرائه أو استيراده أكثر من صناعته، وعندما نستثمر فيه لا نوجه الاستثمار للأهداف التي ننشدها في الوصول للعالم.

همست في نفسي و قلت : أتمنى دعم جميع المبادرات الشبابية و صناعة أخريات تساهم في نشر السمعة الإيجابية و تمحو ما يحاك لوطني في الدهاليز المظلمة . فرُب ثواني معدودة صُنعت باحترافية في محتواها، انتشرت في الآفاق لتبيان الصورة الحقيقة المشرقة عن بلد السلام المملكة العربية السعودية للعالم الخارجي . فالمبادارت كثر ، و منه عالم الصناعة السنيمائية ، فله دوره بالذات ، و لكن كما يقال يحتاج لنار هادئة . فالحاجة ماسة الآن إلى هيئات أو جهات تتبنى أمورا عدة ، تكون أكثر تخصصا كهيئة الأزمات ، أو هيئة للاتصال الإستراتيجي الخارجي يعتني بالعلاقات العامة و ما يدور في رحاها ، و لعالم التسويق أبواب أخرى ، و غيرها الكثير .

 

بدر الغامدي