أنانية الرأي في الحوار.. معاً لتحويله  من شجار ناسف إلى حوار هادف

احمد سلمان الفهيد

دائماً يكون الحق معه ! دائماً يحدد ويقيم شخصيتك! دائماً يذكرك بأخطائك ! دائماً إن لم تكن معه فأنت ضده !

الكثير من الأشخاص يتبع هذه الدلالات في نقاشه ويريد أن يكون المسيطر في نقاشه حتى لو كانت سلبيه ومضره بالغير.

أحياناً بل في أغلب الأحيان يتحول أي اختلاف في الرأي في أي حوار أو نقاش إلى جدال تكون عواقبه النفسية سيئة جداً وربما تتعدى ذلك لتكون جسدية ومُدعاة إلى الكثير من الأمراض لدى الإنسان.

سنتناول الطريقة السليمة لتكوين حوار أو نقاش صحي ينتهي بالنتائج الايجابية البعيدة عن السلوك السيئ الخاطئ الذي لا تُحمد عقباه.!

لا تكن شخص غير مرغوب به لا تجعل آراؤك تعمد إلى إهانة كل من يختلف معك أو يغاير وجهة نظرك في أي موضوع سينفر كل من يتحدث معك ويتمنى عدم وجودك في المكان الذي يتواجد فيه.

سارع في اكتساب الأصدقاء واقلب موازين الحوار العنيف إلى حوار هادئ هادف ممزوج بباقة من الود والمحبة وتبادل الآراء بمهنية تامة.

إذا كان الطرف الآخر يتكلم باندفاع  فاستمع له ودعه يدير الحوار ويخوض النقاش فلربما يكون هناك نقطة لم تفكر فيها فيُلفت انتباهك لها وتكون فرصتك بأن تُصلح اعتقاداتك ومعلوماتك في هذا الجانب قبل المُضي في الخطأ ففن الاستماع من أحد فنون إدارة الحوار ويعطي انطباع جيد عنك.

فلا تجادل أو تقاطع الحديث إذا كان يتحدث فتبني عقبات تحول دون إكمال الحوار، اجعله يكمل حديثه إلى النهاية وكن مستمعاً جيداً حتى تفهم كل نقطة يتم طرحها واستفد من النقاط التي تتفقا عليها.

في أي مواجهة سيكون لكل فعل رد فعل ولربما يكون الدفاع هو أول رد فعل “عنيف” لذلك احترس من التهور وتوسيع حجم الخسارة واهدأ حتى تتضح لك الأمور تماماً.

انتقادك للشخص وتقييمك له من خلال ما يزعجه ويزيد من انفعاله وغضبه سيؤدي إلى مشاحنات وردود أفعال مغايرة للهدف المرجو من الحوار لذلك ابتعد عن التقييم حتى تحافظ على المسار الذي يساعدك على تحقيق الهدف من الحوار.

ناقش بصوت معتدل غير حاد الوتيرة ولا تكن مغلقاً صعب الفهم جافاً في ردودك وتذكر قول الله تعالى : ” وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ”.

تذكر الهدف من الحوار وكن جاداً وصادقاً في الوصول إليه وإن كان لديك اعتقاد خاطئ فاعترف به بل اعتذر عنه ، وامدح الأفكار التي أُعجبت بها من الطرف الآخر فهذا بالطبع سيساعد على صنع نوع من الوئام ويُمهد للوصول إلى نقطة تلاق.

لا تكثر الكلام والنقاش بما تريد وتتهرب عن النقاط التي يذكرها أو تبين له بأنك لا تريد أن تسمع إلا ما تريد فذلك يعطي عنك انطباع الأنانية وحب السيطرة وينفره منك لا تقلق أُذنك عن ما يخبرك به  بل خذ ما يقول على محمل الجد وفكر به حتى لو اضطررت إلى أخباره بأن يمنحك وقتاً كافياً للتفكير بما قاله فذلك سيشعره بأنك متفهم ومهتم بالمصلحة العامة وسيبني ثقة مبدئية بينكما.

لا تحاول التقليل من شأنه بل اشكره لإتاحة الوقت للنقاش الهادف والحوار السلس وعبر عن مدى إعجابك بما قاله واشكره جزيل الشكر.

اذكر النقاط التي تراها صائبة ولكن ! بين له بأنها قابلة  للدراسة والاختبار والتفكير بها بجدية تامة وانك سترحب بالرأي المخالف له إن كان على صواب.

اخبره بأنك لا تملك الكمال المطلق ومعرض للأخطاء ، ذكره بهدف الحوار وأن المطلوب أن ينتهي الحوار دون خسارة أي منكما الآخر ، وحبذا لو دعوته لشرب فنجان قهوة أو عصير لذيذ.

في أي خلاف تذكر الشعار القائل (السفينة إذا قادها أكثر من ربان تغرق).

في الختام:

إن لم تكن مستعد لتلك النقاط في أي حوار أو نقاش فأنصحك بعدم الدخول فيه ولتُفضل البقاء بعيداً لأن نتائجه ستكون خسارة لأحد الطرفين من نواح عدة منها النفسية وهي الأهم على الإطلاق.