بمشاركة خبراء دوليين .. 120 متخصصا يناقشون “خصخصة خدمات رعاية الكلى”

الوئام-الرياض

جمعت الرياض أكثر من 120 متخصص ومسؤولين عن الخدمات الصحية لمرضى الكلى في العالم اليوم (الأربعاء)، ضمن اللقاء المفتوح المعنون بـ “خصخصة خدمات رعاية الكلى” في فندق كروان بلازا الرياض، بحضور وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون التحول الدكتور محمد الصغير.
ويهدف اللقاء الذي يستمر ليومين إلى خلق بيئة مميزة لتبادل الأفكار الجديدة في مجال رعاية مرضى الكلى، وخلق فرص حياتية أفضل، كما يناقش التحولات الصحية في السعودية.
وأوضح رئيس اللجنة العلمية والتنظيمية للقاء المدير الطبي الإقليمي لشركة “ديافرم” الطبية الدكتور علي الحربي في تصريحات صحافية أمس، أن أن 16 متحدثاً من الخبراء في المجال الصحي شاركوا في اللقاء، سبعة منهم قدموا من الأرجنتين وأمريكا الشمالية وأوروبا والإمارات، فيما شارك تسعة من داخل المملكة، وتضمن اللقاء 16 ساعة تدريبية معتمدة، مشيراً إلى أن عدد الحضور في الساعات الأولى من اللقاء تجاوز 120 شخص، وسيزيد العدد في الجلسات الأخرى.
وزاد: “يستهدف اللقاء أصحاب القرارات الاستراتيجية في العمل الصحي، وترتكز محاوره على استراتيجيات العمل والتعامل مع أمراض الكلى في المستقبل، وكيفية الطرق لتقديم أفضل علاج للمرضى”.
وتابع: “شركة ديافيرم السويدية لها باع طويل في الخدمات منذ 35 سنة، وحالياً تعالج أكثر من 33 ألف مريض على مستوى العالم، وتمتلك 360 مركز متخصص منتشرة في كل القارات، ومهمتها تكمن في تقديم الخدمة، على مستويات مختلفة بدءاً من القصور في وظائف الكلى وصولاً إلى مراحل زراعة الكلى”، لافتاً إلى أن الشركة تعمل في المملكة من عام 2011 من خلال الشراكة مع وزارة الصحة كمقدم خدمة رئيس، ولديها نحو 5 آلاف مريض.
وأكد أن أبرز التحديات التي تواجههم في المملكة تتمثل في القوى العاملة، لكنهم يعملون اليوم بشكل حثيث لتوفير لزيادة القوى العاملة السعودية لديهم في الشركة على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، كما يشكل تباعد المناطق تحدياً مهماً، ما يجعلهم في حاجة إلى التوسع بشكل أكبر، واصفاً الشراكة مع وزارة الصحة بالرائعة والمميزة.
وقال الحربي في كلمته في افتتاح اللقاء: “يتغير قطاع الصحة تغيراً هائلاً في المملكة العربية السعودية، إذ تقود هذا التغير وزارة الصحة، وستكون هنالك تغيرات مفاهيمية في طريقة تقديمها، وركزنا على مصالح المرضى ونوعية حياتهم، منذ أن أصبحنا مزودين مشتركين للغسيل الكلوي في السعودية”.
وأضاف: “استطعنا خلال رحلتنا في آخر خمس سنوات من الحفاظ على التقدم، وأن نكون أحد أعلى مزودي ديافرم عالمياً، وكان لاهتمامنا المركز على المريض الأثر المنشود، إذ ارتفع مستوى رضاهم إلى ٩٣ في المئة، ولا تزال نركز على مهمتنا ورؤيتنا وهي توفير ممارسات طبية فاعلة وعالية الجودة في مواجهة كافة التحديات، ما يعزز من قدراتنا ويرفع قدراتنا الريادية أكثر في مثل هذا النوع من الرعاية الصحية”.
وأشار الحربي إلى عملهم على توسعة خيارات الرعاية الكلوية في السعودية، والشراكة مع وزارة الصحة السعودية، ومزودي الصحة الآخرين، مضيفاً: “قررنا عقد هذه الجلسة المفتوحة لجمع مختلف مقدمي الرعاية الصحية، لمشاركة صناع القرار والمخططين الاستراتيجيين هذا المفهوم، باستضافة خبراء عالميين لمشاركة خبراتهم. فاتخذنا هذه الدعوة لاستقبال أفكار جديدة عن كيفية تقديم الرعاية لمرضى الكلى عموماً، وكيفية جعلها ذات كفاءة ومجدية التكلفة”.
من جهته، قال المدير العام لديافرم الشرق الأوسط المهندس زياد عبدالعزيز كابلي في كلمته: “شاركت في عدة اجتماعات ومؤتمرات هامة خلال الأشهر الماضية في الممكلة العربية السعودية والسويد، ومؤخراً في سلطة الأمان النووي في سان دييغو الأمريكية، إذ تواجه الاتجاهات العالمية في الرعاية الصحية ثلاثة تحديات كبرى”.
موضحاً أن أول التحديات يتمثل في المرضى، الذين تزيد أعدداهم حول العالم بصورة هائلة، خصوصاً أن عدد السكان العالمي سيزيد إلى ما يقارب ٨٠ مليون نسمة كل سنة، ومع زيادة عمر عدد السكان الطردي سيعانون من أمراض مزمنة، وفي الغالب سيعانون من أكثر من حالة مزمنة واحدة، إذ يتوقع المرضى الكثير في تقديم الرعاية الصحية، بالرغم من أن معظم الأنظمة الصحية عالقة في نموذج تقييم قديم.
وأضاف أن ثاني التحديات يتعلق بالطاقم الطبي، الذي يوجد فيه تناقص متزايد لأعداد فنيي الرعاية الصحية حول العالم، فلم يعد الاهتام بأن يكون الشخص فني رعاية صحية في بعض البلدان، لافتاً إلى أن عدد الممرضين الذين يغادرون مجال العمل أكثر من الذين يدخلونه، فاليوم يوجد نقص في عدد العاملين في الرعاية الصحية بنحو ٢٧٠٠٠٠٠ عامل، ومن المتوقع زيادة هذا العدد ليصل إلى ١٢٩٠٠٠٠٠ عامل بحلول عام ٢٠٣٥م.
مختتما بثالث التحديات والمتمثل بالتكاليف، إذ تُصرف ٧٥ في المئة من تكاليف الرعاية الصحية في العالم الغربي على إدارة الأمراض المزمنة، ما يزيد الضغط على التمويل العام، مع تزايد عدد المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، إذ يستمر الصرف على الرعاية الصحية في العديد من الدول حتى يفوق نمو الناتج المحلي الإجمالي، وذلك بالطبع مستحيل استمراره.
وتابع: “من الواضح أننا سنجد طرقاً لضمان تحسين النتائج الصحية للمرضى وتكاليف علاجهم، في ظل نقص فنيي الرعاية الصحية، وتصاعد عدد المرضى والتركيز على إدارة الأمراض المزمنة، وذلك باستخدام القليل من الموارد، ويعد هذا تحدٍ كبير طبعاً، ولكنني متأكد من أن التقنية المرتبطة بالابتكار والرقمنة ستدعم هذا الطموح، كما أن تعديل نموذج الرعاية لا يعد “إصلاحاً سريعاً”، وستحتاج إلى استثمارات كبيرة في تقنية المعلومات، ومن الواضح كذلك أنه سيوفر نموذج رعاية واحد لمرضى الكلى، سنواصل العمل مع نماذج مختلفة في بلدان مختلفة، حتى لو كنا نعتقد أن نماذج الرعاية ستصبح موائمة أكثر مع الوقت”.
ولفت إلى أن شركات خدمة الرعاية الصحية ستكون الرابحة في المستقبل، التي تعنى بإدارة النتائج الصحية للمرضى وتجاربهم في الوقت نفسه، إضافة إلى التمكن من تقليل تكلفة الخدمة الإجمالية، وستُسرّع شفافية البيانات والتقدم التقني من نماذج الرعاية المدارة والنماذج القائمة على القيم، إذ ستتنافس شركات التأمين الصحي الخاصة، ومقدمي الرعاية الصحية، والشركات الرقمية، على سلسلة قيم الرعاية المنظمة.
وأكد أن وزارة الصحة السعودية وديافرم الشرق الأوسط اشتركتا منذ عام ٢٠١٤م لتوفير خدمة غسيل الكلى لمرضاها بأعلى معايير الجودة الطبية، ونهج يرتكز على المريض، من خلال حزمة نماذج فريدة تقدم النتائج الصحية وإحصائيات المرضى، ماجعلها الآن تصبح معياراً معروفاً إقليمياً وعالمياً لنجاحها في القطاع الخاص في النتائج الطبية ورضا المرضى، فأصبح معترفاً به أكثر على الصعيدين الإقليمي والعالمي، لمشاركة القطاع الخاص في توفير خدمات الرعاية الصحية العامة.
وشدد على النجاح الذي قامت به “ديافرم” الشرق الأوشط مع وزارة الصحة السعودية، ومواصلة توسعها وتحسين نوعية حياة مرضى الكلى في جميع أنحاء المنطقة.