معرض أفد “مفخرة وطنية”

سلمان الشريدة

إختتم قبل أيام معرض “أفد 2018” في نسخته الرابعة، وتحت شعار “صناعتنا قوتنا”، والذي كان يهدف إلى عرض المواد وقطع الغيار، من قبل الجهات المشاركة في المعرض، والتي وصل إلى مايقارب 80 ألف صنف، كفرص إستثمارية، بالإضافة إلى أنه عزز من التواصل مع المصانع الوطنية لزيادة إستخدام المحتوى المحلي، لتتمكن المصانع الوطنية، والمختبرات، والمراكز البحثية، المتخصصة بالمجال الصناعي، للتعريف بمنتجاتها وإمكانيتها، لدعم التصنيع المحلي بمايتوافق مع معايير الجودة والمواصفات العالمية؛
سأذكر هنا جزء بسيط من تصنيع قطع غيار ومتطلبات الطيران فقط، ناهيكم عن الصناعات الأخرى في كافة المجالات العسكرية، ففي إحد الشركات المتخصصة في مجال الطيران، عرضت تصنيعاً محلياً، يتعلق بأنظمة الهايدلوريك وأجزائها، وأنظمة الوقود ومتعلقاتها، وأنظمة الهبوط كافة، وأنظمة مولدات الطاقة الثانوية، وتمر الان هذا الشركة وشركات أخرى في مرحلة تنويع صيانة الطائرات العسكرية، والمدنية، والتجارية، وخصوصاً طائرات “الإيرباص والبوينج”، وأيضاً تم عرض إبداعات وإختراعات الشباب السعوديين، ومن أبرزها صناعة وتصميم طائرة بدون طيار، من معهد طيران القوات البرية بالقصيم، وكان في التنفيذ المقدم مهندس فهد الشمري والرائد طيار خالد الشايع، وقد حظي هذا الإبداع محل إعجاب الزوار، كما لفت إنتباه زوار المعرض أيضاً، أن العلم السعودي تم وضعه في قائمة الشركة المصنعة لطائرة F15 كدولة مشاركة في تصنيع محركاتها؛
المعرض كان من المقرر أن يكون 7 أيام، ولكن تم تمديده بسبب الإقبال الكبير، حيث كان حديث المجتمع خلال الأسبوع الماضي لمايحتويه من نتائج مبهرة، فمايحتويه المعرض يدعونا للفخر والإعتزاز، حيث سيعزز من قوتنا العسكرية، والإعتماد على الذات، ويفتح فرص وظيفية لشبابنا، ويزيد من الكفاءات والخبرات في كافة مجالات ومتطلبات التصنيع، سواء كان في المجال التقني، أو في المجال الفني، حيث وصل عدد الإتفاقيات التي وقعتها الشركات خلال المعرض إلى 69 إتفاقية، حسب ماذكرة اللواء المهندس عطية المالكي مدير الإدارة العامة للتصنيع المحلي؛

لايكفي الكتابة عن هذا الإنجاز بعدة سطور، ولا حتى بمقال واحد، فناك العديد من محتويات هذا المعرض مايدعوا للفخر والإعتزاز، لما وصلنا إليه بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عراب الإنجازات والتطوير والرؤية المستقبلية لوطننا؛

فما زلت أتذكر عبارات الإستغارب التي قالها سمو ولي العهد قبل عامين على شاشة العربية “هل يعقل أن في 2014 السعودية اكثر رابع دولة رابع دولة تنفق عسكرياً وفي 2015 السعودية أكثر ثالث دولة في العالم تنفق عسكرياً وليس لنا صناعة داخل السعودية”؛

السعودية خلال ذلك سعت إلى توطين جزء من الإنفاق العسكري للوصول إلى نسبة 50% مع حلول العام 2030، وأبرمت عدد من صفقات التسليح مؤخراً مع دول كبرى ليكون مشروع توطين الصناعة العسكرية، حيث تسعى السعودية إلى بناء وصيانة المنظومات العسكرية، وتوفير فرص إستثمارية للقطاع الخاص، وتقليص الإنفاق العسكري الخارجي، ونجحت في تطبيقه عبر أكثر من 12 مشروعاً محلياً؛
المنتجات المصنعة محلياً وصلت ذروتها مع نهاية العام المنصرم بحسب التوقعات بنحو أكثر من 5 ألاف منتج عسكري بفضل الدعم والتوجه الحكومي، والموازنة المحلية للتسليح بالسعودية التي بلغت هذا العام 210 مليار ريال، وتسعى السعودية إلى خفضها خلال الأعوام المقبلة.

 

سلمان الشريدة