تسعى السعودية إلى دعم ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال عدة جهود ومبادرات، وتولي اهتمامًا خاصًا لهم لدمجهم في المجتمع وتمكينهم لحصولهم على حقوقهم المتصلة بالإعاقة ويعزز من الخدمات المقدمة لهم، عبر توفير سبل الوقاية والرعاية والتأهيل اللازمين.
ونص النظام الأساسي للحكم الذي يُعد أهم وثيقة دستورية في المملكة في مادته الـ 26 على أن "تحمي الدولة حقوق الإنسان وفق الشريعة الإسلامية"، والتي تعزز مفاهيم العدل والمساواة ومنع التمييز على أي أساس ومنها الإعاقة، وتشكل نسبة الأشخاص من ذوي الإعاقة 7.1% من إجمالي سكان السعودية، وفقًا للمنصة الوطنية الموحدة.
اقرأ أيضًا: حزم خدمات وبرامج جديدة لتعزيز دمج ذوي الإعاقة اجتماعياً
وسنت المملكة تشريعات لحماية ذوي الإعاقة كما حرصت على الالتزام بالتشريعات والاتفاقيات الدولية لضمان توفير حياة كريمة لهم، ومن أبزر هذه الاتفاقيات والمعاهدات في هذا الشأن، "الاتفاقية الدولية" و"معاهدة مراكش"، كما أطلقت السعودية العديد من المبادرات، وخطت خطوات مميزة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة بما يكفل لهم الحياة كريمة.
وتزامنًا مع اليوم العالمي لذوي الإعاقة، الذي يوافق الثالث من ديسمبر من كل عام، تسعى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية التي أولت اهتمامًا بالغًا بهذه الفئة الغالية إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية المستمدة من رؤية المملكة 2030 في تمكين وتقديم جميع الخدمات والدعم الممكنة للأشخاص ذوي الإعاقة.
الحماية من الإيذاء
في إطار ضمان عدم تعرضهم للأذى أصدر الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، مرسومًا ملكيًا في 1434/11/15 هـ الموافق 21/09/2013 مـ، بهدف ضمان حماية ذوي الإعاقة من الأذى بمختلف أشكاله وأنواعه، وتقديم المساعدة والمعالجة، والعمل على توفير الإيواء والرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية المساعدة اللازمة.
وتضمن الإجراءات مساءلة المتسبب في الأذى لأي فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تضمن معاقبته.
وحرص "نظام الحماية من الإيذاء" على نشر الوعي بين أفراد المجتمع حول مفهوم الإيذاء، والآثار المترتبة عليه.
الرعاية الاجتماعية
في مجال الرعاية الاجتماعية، عملت السعودية على العديد من المبادرات في هذا الشأن، لدعم الاحتياجات المادية والمعنوية لذوي الإعاقة وأهاليهم، وخصصت الدولة العديد من خدمات الرعاية الاجتماعية. وبلغ عدد المستحقين للدعم المالي حتى عام 2023 إلى 419750 مستفيدًا، ويسهم الدعم المالي في توفير حياة كريمة لذوي الإعاقة وتأهيلهم.
اقرأ أيضًا: تمكين ذوي الإعاقة
ودعم المملكة، خدمة الإعانات المالية للأشخاص ذوي الإعاقة، التي تمكن ذوي الإعاقة المسجلين لدى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والذين تم تقييم إعاقتهم من تقديم طلب للحصول على الإعانة المالية الشهرية للأشخاص ذوي الإعاقة.
وتقدم خدمة الإعانة المالية للأجهزة الطبية المعينة، التي تصرف لهم حسب تقييم إعاقتهم بهدف الحصول على الأجهزة الطبية للأشخاص ذوي الإعاقة.
وهناك خدمة تصنيف وتقييم الإعاقة، والتي تمكن المستفيد من تقديم طلب لتحديث بيانات الإعاقة الخاصة بهم والاستفادة من الخدمات التي تقدمها الوزارة، وبلغ عدد المستفيدين من الخدمة أكثر من 900 ألف مستفيد.
مراكز التأهيل
تتعدد مراكز التأهيل في المملكة لدعم وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، بين مراكز التأهيل الاجتماعي، ومراكز التأهيل المهني، ومراكز الرعاية النهارية.
استحدثت هذه المراكز لتجميع الخدمات التأهيلية في وحدة واحدة تقدم خدماتها من مصدر واحد وتحت إشراف إدارة واحدة لجميع فئات المعوقين.
وهناك مراكز تعمل على تأهيل ذوي الإعاقات المختلفة، على المهن المناسبة لهم ومساعدتهم ليكونوا أفراد منتجين قادرين على التفاعل مع بقية أفراد المجتمع، وبلغ عدد المؤهلين من الأشخاص ذوي الإعاقة للدخول إلى سوق العمل أكثر من 5154 شخصًا.
وتقدم المراكز، العلاج لطبيعي والوظيفي والتدريب على مختلف المهارات الحياتية إلى جانب تقديم برامج تثقيف وإرشاد أسري مكثفة لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة.
الرعاية الصحية
تقدم المملكة خدمة الرعاية الصحية المنزلية لذوي الإعاقة والمسنين الذين تنطبق عليهم الشروط، ويمكنهم التقديم على هذه الخدمة بشكل إلكتروني من خلال موقع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وهناك العديد من المراكز الصحية التي تقدم تلك الخدمات في مختلف أنحاء المملكة.
كما أطلقت السعودية نظام التشخيص الإلكتروني لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة عبر "منصة صحة"، والذي يقوم بتسجيل الأشخاص ذوي الإعاقة إلكترونيًا، بهدف تسهيل الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة.
التعليم العام لذوي الإعاقة
أولت السعودية، اهتمامًا خاصة في مجال التعليم للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف دمجهم في المجتمع ومساعدتهم على التعليم والتعلم، إيمانًا منها بأهمية تساوي الفرص التعليمية بين الأطفال العاديين والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ووفرت المملكة خدمات تعليمية وتربوية تناسب احتياجات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث وفرت المعاهد المتخصصة وفرص التعليم المدمج للأطفال من ذوي الإعاقة مع الأطفال العاديين.
ولتحقيق الأهداف الاستراتيجية رؤية المستمدة من رؤية المملكة 2030، أطلق مشروع سناد للتربية الخاصة، الذي يهدف إلى تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من الحصول على فرص عمل مناسبة وتعليم يضمن استقلاليتهم واندماجهم بوصفهم عناصر فاعلة في المجتمع، ويمدهم بكل التسهيلات والأدوات التي تساعدهم على تحقيق النجاح.
الوزراء يقر نظامًا لدعم وتمكين ذوي الإعاقة
وفي أغسطس الماضي، وافق مجلس الوزراء، برئاسة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على نظام حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يهدف إلى حمايتهم وتعزيز حقوقهم، وضمان حصولهم على جميع الخدمات أسوة بغيرهم، والذي يهدف إلى تعزيز استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة، وتمكينهم، وتدريبهم، وتوفير الخدمات لهم؛ وفق أفضل الممارسات وأعلى معايير الجودة.
ويشدد نظام حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذي وافق عليه مجلس الوزراء، على المبادئ الأساسية، وهي: عدم التمييز على أساس الإعاقة، وتكافؤ الفرص، وشمول التشريعات والاستراتيجيات والتصاميم الحكومية وغير الحكومية لمتطلبات الأشخاص ذوي الإعاقة، وأن تكون لمن بلغ سن الرشد من الأشخاص ذوي الإعاقة أهلية مباشرة التصرفات النظامية ما لم تمنعه إعاقته من ذلك وفق ما تقرره الأحكام النظامية ذات الصلة.