بدأت المملكة خلال السنوات الماضية توجيه الاهتمام المناسب إلى السياحة الريفية والبيئية كأحد عوامل الجذب للسياحة المحلية التي تهدف إلى توطيد العلاقات بين سكان الحضر وسكان المناطق الريفية من جهة وتعزيز مفهوم الاستدامة وحماية البيئة من جهة أخرى.
ويتسع مفهوم السياحة الريفية ليشمل الفعاليات والمناشط المرتبطة بزيارة البساتين والمزارع وإعداد الأطعمة التراثية والريفية، حيث يذهب السياح إلى المزارع للاطلاع على خطوات ومراحل زراعة المحاصيل بحسب الموسم الزراعي وطرق تربية الحيوانات وإنتاج الطعام من الحقل حتى المائدة.
كما يتسع مفهوم السياحة الزراعية إلى المشاركة في جني المحاصيل مثل الفواكه وغيرها وقضاء ليال وأيام داخل المزرعة في تجربة تنقل سكان المدن إلى نمط مغاير من الحياة، بعيدًا عن صخب المدن والزحام الشديد والتلوث البيئي والضوضاء.
أما السياحة البيئية فتركز بشكل رئيسي على الحياة البرية وزيارة المعالم البيئية في الصحاري والأودية المنتشرة في المملكة بشكل واسع والتي تستهوي شريحة كبيرة من عشاق الرحلات البرية والكشتات، مع التأكيد على مفاهيم الاستدامة وحماية الحياة الفطرية كإحدى المستهدفات الرئيسية من السياحة البيئية.
ومؤخرًا أعلن صندوق الاستثمارات العامة عن تأسيس شركة دان المتخصصة في تطوير مشاريع السياحة الريفية والبيئية، لتعزيز التوجه نحو السياحة المتخصصة التي تقوم على استغلال المزايا النسبية التي تتمتع بها العديد من مناطق المملكة، ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030.
إن اتجاه الدولة للاهتمام بالسياحة الريفية والبيئية يعكس رغبة قوية في حماية البيئة ومواجهة آثار التغير المناخي، وتحقيق الاستدامة ودعم المشروعات الزراعية الصغيرة والمتوسطة في المناطق الريفية، كما توفر الدولة آليات مختلفة للدعم والتمويل لتلك المشاريع مثل برنامج ريف الذي يهدف إلى تحقيق التنمية الريفية المستدامة ورفع مستوى المعيشة في المناطق الريفية والزراعية.