يبدو أن أمريكا لا تعرف على وجه الدقة ما تريده في غزة، ففي الوقت الذي تعبر فيه علنًا عن دعمها للعدوان الإسرائيلي على القطاع الذي يتعرض لأشد عمليات العدوان، تطالب بالحفاظ على أرواح المدنيين بالرغم من أنها تدرك تمامًا أن هذا لن يحدث.
ويحاول الرئيس الأمريكي جو بايدن عبثًا أن يظهر بمظهر المدافع عن حقوق الإنسان، لكن بلا جدوى، ففي الوقت الذي يدافع فيه عن حقوق الشواذ والمثليين، نراه يغض الطرف عن انتهاكات حياة الإنسان في غزة من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي أمعن في الفجور وانتهاك حقوق الأسرى، وأعاد إلى الأذهان ما فعله الأمريكيون في سجن أبوغريب سيئ السمعة.
إن أمريكا لديها معلومات استخباراتية مؤكدة عن انتهاكات الجيش الإسرائيلي لقواعد الحرب، ومع ذلك يطنطن الرئيس بايدن بكلمات غير مفهومة حول حماية أرواح المدنيين، وهو يدرك أن إسرائيل تستخدم القنابل غير الموجهة والأسلحة غير الذكية التي يتعدى مداها التدميري النطاق الذي تسقط فيه قذائفها.
لقد تسببت آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة أمريكيا بالمال والعتاد والفيتو، في مقتل قرابة 19 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء فضلا عن آلاف المشردين والجرحى والمصابين والمفقودين تحت الأنقاض، والسؤال هنا كم ألف قتيل أخرى يمكن أن تروي عطش إسرائيل وأمريكا للدماء؟!
إن العمل على وقف فوري لإطلاق النار في غزة هو مسؤولية أمريكا بالدرجة الأولى والمجتمع الدولي بالدرجة الثانية فمنذ اليوم الأول أعطى بايدن الضوء الأخضر لرئيس الوزراء الإسرائيلي في شن الحرب على غزة تحت ذريعة (حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها! ) وبادر بتقديم المساعدات وزار تل أبيب لمد يد العون والمساعدة على قتل أطفال غزة، واستخدمت بلاده الفيتو أكثر من مرة لعرقلة أي قرار لمجلس الأمن يدن العدوان، مع العلم أن القرار لن يكون له أي تأثير يذكر في وقف الحرب وسيضاف إلى رصيد القرارات الأممية التي لا تعدو كونها حبرًا على ورق.