تعتبر منطقة عسير من المناطق المميزة في المملكة سواء على صعيد الفرص الاستثمارية والاقتصادية التي تزخر بها المملكة أو على صعيد الأجواء المعتدلة والمناخ المثالي طول العام ما يجعلها وجهة مثالية للباحثين عن تجربة فريدة من الراحة والاستجمام وسط الطبيعة البكر والمرتفعات الخضراء والمتنزهات الريفية والتراثية التي تلبي شغف المغامرين والباحثين عن الراحة والهدوء على حد سواء، كما أن عسير واحدة من أهم ركائز الناتج المحلي غير النفطي في المملكة.
استراتيجية تطوير عسير قمم وشمم
وفي الثامن والعشرين من شهر سبتمبر عام 2021، أطلق سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان استراتيجية تطوير منطقة عسير ضمن خطط المملكة لتطوير كافة المناطق السعودية من خلال استغلال المزايا النسبية التي تتمتع بها كل منطقة لجعلها محور جذب للاستثمارات والمشروعات التنموية والسياحية، في إطار رؤية السعودية 2030.
مستهدفات تطوير عسير
وتسعى الاستراتيجية التي بدأت تنفيذ العديد من المبادرات إلى تحقيق العديد من المستهدفات من أهمها استقطاب قرابة 10 ملايين سائح إلى المنطقة التي تتميز بأجواء مثالية وطبيعة ساحرة حيث الخضرة تمتد على مد البصر طوال العام، كما تهدف إلى توفير ملايين الفرص الوظيفية لأبناء المنطقة حيث سيتم ضخ ما يزيد على 50 مليار ريال في المنطقة عبر استثمارات متنوعة في كافة المجالات.
وتسعى الاستراتيجية أيضا إلى استغلال المقومات السياحية والطبيعية في منطقة عسير، والاستثمار في الصناعات التي تتوفر لها مقومات النجاح والنمو في المنطقة بناء على ما تزخر به عسير من موارد طبيعية، وبيئة مناسبة للعمل والحياة.
مقومات نجاح تطوير عسير
وتمتلك عسير العديد من المقومات التي تجعل عملية التطوير مضمونة النتائج حيث يتوفر دعم القيادة لكافة المشاريع التطويرية في عسير وغيرها من المناطق إضافة إلى ما يلي:
• المناخ المعتدل : حيث تتميز عسير بأجوائها المثالية طول العام ففي فصل الصيف لا تتعدى درجة الحرارة 24 درجة في المنتزهات الجبلية، وفي المتوسط تنخفض درجة الحرارة 10 درجات عن باقي مناطق المملكة كما أن الأجواء مثالية لعشاق الاستمتاع بالطبيعة على مدار العام.
• تنوع الغطاء النباتي: بسبب المناخ المعتدل وكميات الأمطار الغزيرة تنوع الغطاء النباتي بشكل كبير حيث تحتضن عسير وحدها حوالي 60% من غابات المملكة كما تضم المنطقة أكثر من 70% من النباتات الطبيعية التي تنمو في المملكة.
• كما تتوفر في المنطقة تضاريس متنوعة ومتميزة حيث السواحل البحرية التي تمتد على مسافة 125 كم على ساحل البحر الأحمر المعروف بمياهه الصافية وطبيعته الساحرة، كما توجد في المنطقة أعلى 20 قمة جبلية في السعودية.
• ارتفاع متوسط الإنفاق الشهري للأسر في عسير إلى حوالي 11 ألف ريال شهريًا ما يجعل القوة الشرائية والاستهلاكية مرتفعة في المنطقة.
• يبلغ عدد سكان المنطقة أكثر من 2.3 مليون نسمة ويمثل السعوديين في سن العمل من أبناء المنطقة أكثر من 70% ما يوفر قوة بشرية هائلة للمشروعات المستحدثة.
• وبحسب هيئة الإحصاء فقد بلغ معدل المشتغلين من السكان في سن العمل في عسير 92.1% في الربع الثالث من عام 2022 في حين بلغ معدل المشتغلين من المواطنين السعوديين في سن العمل 88.1%، بنسبة ارتفاع قدرها 1.95% مقارنةً بالعام السابق.
المشاريع الواعدة في عسير
وبهذا التنوع الفريد يمكن أن تحتضن عسير العشرات من المشاريع الواعدة في كافة المجالات من بينها ما يلي:
• المشروعات السياحية : حيث تعد عسير واحدة من مناطق المملكة التي تضم آلاف القرى التراثية التي تعد المخزون الرئيسي للفلكلور الشعبي والأكلات التراثية والفن والعادات والتقاليد لأهالي المناطق الجنوبية.
• المشروعات الزراعية : فالمناخ المناسب والتضاريس المتنوعة تجعل عسير موطنًا مثاليًا لأكثر من 20 محصولا ونباتًا من بينها البن الذي تشتهر به عسير والتمر والفواكه المختلفة وغيرها.
• مشروعات الطاقة المتجددة : نظرًا لوجود أكثر من 20 قمة جبلية مرتفعة يمكن أن تكون عسير إحدى المناطق الحيوية في خريطة إنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة في المملكة.
• الصناعة والتعدين : حيث تضم أرض المنطقة العديد من المعادن والموارد الطبيعية كما تعد من أهم المناطق السعودية في صناعة الأسمنت وبها أكثر من 11 من المعادن الهامة التي تدخل في العديد من الصناعات.
المدن الصناعية في عسير
وقد اهتمت المملكة منذ وقت مبكر بتنمية منطقة عسير حيث تم إنشاء المدينة الصناعية الأولى عام 1990 على مساحة 2700000م تم تطويرها بالكامل وتقع شمال غرب خميس مشيط على طريق المدينة المنورة، وتضم المدينة 59 عقداً صناعياً وخدمياً بين منتج وقائم وتحت الإنشاء والتأسيس.
وفي إطار سعي المنطقة لتلبية الطلب المتزايد على الاستثمار الصناعي تم الإعلان عن المدينة الصناعية الثانية في عسير بمركز الحفائر بمحافظة خميس مشيط بمساحة تقدر بــ 19. مليون م2 ، لتقديم العديد من الخدمات لرفع إنتاج المنطقة من العديد من السلع والمنتجات والخدمات وتمكين الصناعة الوطنية وزيادة الناتج المحلي الإجمالي من خلال العمل على تلبية الطلب المحلي والدولي المتزايد وتوفر فرص العمل الجديدة لأبناء المنطقة.