منذ اندلاع الحرب في غزة نشطت الدبلوماسية السعودية على كافة المستويات، ليس لأجل وقف إطلاق النار فحسب، بل بهدف الوصول إلى حل سياسي للقضية الفلسطينية يضمن للشعب الفلسطيني حقه في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق المبادرة العربية والقرارات الأممية.
واستخدمت المملكة ثقلها التاريخي والدبلوماسي، وجمعت أكثر من ثلثي قادة العالم في المملكة لحضور القمة السعودية الإفريقية ثم القمة العربية الإسلامية المشتركة التي تمخضت عن تشكيل لجنة وزارية برئاسة المملكة مهمتها العمل على بلورة موقف دولي يضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
وعبرت المملكة منذ اللحظة الأولى عن رفضها لأي مخطط لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة وفي نفس الوقت أطلقت حملة شعبية لجمع التبرعات لإمداد الشعب الفلسطيني في غزة بالمساعدات الغذائية والإيوائية العاجلة في ظل استمرار القصف الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من 75 يومًا، وتواصلت المساعدات السعودية جوًا وبحرًا وجوًا دون انقطاع طوال هذه المدة.
لقد أكد المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن السعودية جندت ثقلها التاريخي والدبلوماسي لإيجاد حل سياسي للصراع وإحلال السلام في فلسطين، من خلال رئاستها للجنة الوزارية المنبثقة عن اجتماع القمة العربية الإسلامية المشتركة، وهو ما دأبت عليه المملكة حتى قبل اشتعال الحرب في قطاع غزة.
ولا تزال السعودية تقود اللجنة الوزارية التي التقت العديد من قادة وزعماء العالم لتشكيل موقف دولي رافض للعدوان الإسرائيلي على غزة وتهيئة الأجواء لإنهاء هذا الصراع وحل القضية الفلسطينية على طاولة المفاوضات وفق مقررات الشرعية الدولية والقرارات الأممية.
وقد قادت الجهود السعودية ضمن اللجنة الوزارية مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قراره الهام الذي يدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل موسَّع وآمن إلى قطاع غزة، وتهيئة الظروف اللازمة لوقفٍ مستدام لإطلاق النار.
إن السعودية لديها دور تاريخي ومهم في نصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه في إقامته دولته وهي في سبيل تحقيق ذلك لا تألو جهدًا ولا تفوت مناسبة دولية إلا وعبرت فيها عن رؤيتها لإنهاء هذه القضية وهي مؤهلة للقيام بهذا الدور نظرًا للمكانة الدولية والإقليمية التي تحظى بها المملكة وعلاقاتها الطيبة مع كل دول العالم.