تؤسس القمة السعودية الأفريقية الأولى التي عقدت في الرياض يوم أمس الجمعة، بداية مرحلة جديدة من التعاون السعودي الأفريقي وفق تطلعات القيادة الرشيدة، لضمان تنمية القارة السمراء وخلق آفاق جديدة للتعاون مع التزام المملكة بتوفير التمويل اللازم للعديد من المشروعات التنموية في أفريقيا.
والحقيقة إن اهتمام المملكة بأفريقيا لم يكن وليد اللحظة، بل سبق هذه القمة بحوالي 50 عامًا، حيث قدمت السعودية أكثر من 45 مليار دولار لتمويل المشروعات الإنمائية في 54 دولة من دول أفريقيا وساهمت في إحداث نقلة نوعية في حياة شعوب تلك الدول.
كما لعبت السعودية ولا تزال تلعب دورًا محوريًا في حل النزاعات الإفريقية سواء بين الدول وبعضها البعض أو بين الجماعات والفصائل والقوى المختلفة في الدولة الواحدة، وها هي تعيد الأمل مرة أخرى في إمكانية حل الأزمة السودانية من خلال إحياء مباحثات جدة بين طرفي الأزمة هناك.
وتعتزم السعودية تكثيف التعاون السياسي والدبلوماسي من خلال التوسع في السفارات السعودية لأكثر من 40 سفارة وهذا يعكس حرص القيادة على تعزيز العلاقات الثنائية مع دول القارة كما أن السعودية استحدثت قبل سنوات منصب وزير الدولة لشؤون الدول الإفريقية لضمان مستوى أعلى من التنسيق بين الجانبين.
وشهدت القمة الإعلان عن مبادرة الملك سلمان الإنمائية في الدول الأفريقية بقيمة تتجاوز مليار دولار على مدار 10 سنوات لتمويل مشروعات تنموية مختلفة.
كما تعهدت السعودية بضخ استثمارات بقيمة 25 مليار دولار في إفريقيا وتمويل وتأمين 10 مليارات دولار من الصادرات وتقديم 5 مليارات دولار تمويل تنموي إضافي حتى 2030.
وفي المقابل تحرص دول القارة الأفريقية على تعزيز علاقاتها مع السعودية، لما للمملكة من مكانة هامة لدى قادة وشعوب هذه الدول ويكفي أن نرى إجماع الدول الأفريقية ومساندتها لملف استضافة السعودية معرض إكسبو 2030 في الرياض، كما أكد القادة حرصهم على استمرار التعاون مع السعودية في كافة المجالات وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي وتشجيع التجارة البينية والاستثمارات المشتركة في المجالات الاقتصادية مثل السياحة والطاقة والتعدين والصناعة وحماية البيئة ومواجهة التغير المناخي و الاقتصاد الرقمي وغيرها من المجالات المختلفة.