خبير اقتصادي لـ”الوئام”: “بريكس” أداة روسيا لشراكات اقتصادية مع أقوى دول المنطقة

خاص- الوئام

صراع محموم بين الولايات المتحدة الأمريكية، المتربّعة على عرش الاقتصاد والقوة العالمية منذ تفكّك الاتحاد السوفييتي في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وبين وريثة السوفييت الشرعية (روسيا) التي أعلن وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، أن الهند والصين بدأتا في تقليل الاعتماد على النظام الاقتصادي الحالي، والابتعاد تدريجيا عن الدولار.

وقال لافروف، خلال كلمة ألقاها في منتدى "قراءات بريماكوف" الدولي، منتصف الأسبوع: "تدرك الصين والهند أنهما بحاجة إلى الدفاع عن استقلاليتهما.. لا شك في ذلك".

اقرأ أيضًا: الرياض وجهة العالم

وأضاف وزير الخارجية: "نحن نناقش هذا الموضوع في إطار (بريكس)، وفي إطار منظّمة شانغهاي للتعاون، يتم تطبيق منصّات الدفع البديلة بنشاط، كما أن الانتقال للعملات الوطنية يتطوّر بسرعة كبيرة، وتهتم كلّ من الهند والصين بمصالحهما الخاصة، وهما كما أفهم، تريان أن مجرد الخروج من هذا النظام والبدء في بناء هياكل جديدة سيكون سيئا لاقتصاداتهما".

كسب أرض جديدة في الشرق الأوسط

قبل أسبوع، ترأّست جنوب أفريقيا، قمة افتراضية استثنائية لدول مجموعة "بريكس" التي تضمّها إلى جانب البرازيل وروسيا والهند والصين، لبحث "الوضع في غزة"، في محاولة لكسب أرض جديدة في منطقة الشرق الأوسط التي تعيش حالة سخط شعبوي ضد الولايات المتحدة الداعمة بالمال والسلاح لإسرائيل في حرب غزة.

من المتوقع بحلول عام 2050 أن تنافس اقتصادات هذه الدول، اقتصاد أغنى الدول في العالم حاليا، حسب "غولدمان ساكس"، التي كانت أول من استخدم هذا المصطلح في عام 2001.

يرى الباحث التركي المتخصّص في الشأن الدولي، فراس رضوان أوغلو، أن "هناك حالة من تبادل المنافع بين روسيا ودول الشرق الأوسط التي طلبت الانضمام إلى (بريكس)، وتم قبول انضمامها، من بينها السعودية والإمارات ومصر، فموسكو تريد أن تكون لها أقدام ثابتة في المنطقة الشرق أوسطية بتحقيق شراكات اقتصادية مع أقوى دول المنطقة، وهو ما تحقّق لها بالفعل، لا سيما أن مصر وإيران تشكّلان قوة عسكرية كبيرة، فضلا عن الحالة الاقتصادية الواعدة التي تعيشها أبوظبي والرياض، وحجم الاستثمارات التي يمكن أن تضخّه الدولتان مع باقي دول المجموعة".

ويقول رضوان أوغلو، في حديث خاص لـ"الوئام"، إن توسيع "بريكس" يتيح لروسيا والصين معا المزيد من التأثير للتحالف في الشؤون العالمية، وقد يؤدي إلى نوع مختلف من الاقتصاد العالمي، لا سيما أن دول "بريكس" تطمح أن يمنح زيادة عدد دول المجموعة تفوّقا أكبر على مجموعة السبعة.

اقرأ أيضًا: “الوئام” ترصد ختام عرض “التقاء – الفنون السعودية الكورية”

واستعرض أوغلو أسبابا تشكّل أهمية "بريكس" بالنسبة إلى روسيا والدول العربية على السواء:

- يطمح التكتل لإيجاد نظام اقتصادي موازٍ للنظام الحالي الذي تقوده الولايات المتحدة، وترى الصين في "بريكس" نموذجا لمناصرة الاقتصادات النامية والفقيرة.

- الجانب الاقتصادي يشكّل العمود الفقري الرئيس لتأسيس مجموعة "بريكس"، وأخذ الأعضاء يطوّرون خططهم الاقتصادية كتكل واحد، وصولا إلى قوة اقتصادية قادرة على مواجهة القوة الاقتصادية الغربية الحالية.

- يقوم تحالف "بريكس" بإعادة تشكيل النظام العالمي من خلال تحويل القوة من "الشمال العالمي" إلى "الجنوب العالمي".

- رغبة عواصم عربية في تحقيق توازن في علاقاتها مع "القطب الأوحد"، وأن تكون هناك مصادر متعددة للتعاون الاقتصادي.

- الخروج من دائرة الهيمنة الأميركية حلم للكثيرين حول العالم، والبعد عن تأثيراتها التي تشكّل طوقا خانقا سياسيا في أحيان كثيرة، مع اتساع دائرة الانتقاد لواشنطن، لا سيما بالمنطقة العربية؛ بسبب أحداث غزة الأخيرة والتحيّز لإسرائيل.