إكسبو الرياض 2030.. ماذا تجني الدول من استضافة المعرض الدولي؟

استضافة المملكة لمعرض الرياض إكسبو2030
استضافة المملكة لمعرض الرياض إكسبو2030

فازت السعودية باستضافة معرض إكسبو 2030 في الرياض، بعد اقتراع سريّ خلال اجتماع الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض 173، في باريس، أجرى أمس الثلاثاء، حصد خلاله ملف الرياض على 119 صوتًا من إجمالي عدد الأصوات المشاركة في الاقتراع والبالغ عددها 167 صوتًا.

ويأتي فوز المملكة بتنظيم معرض إكسبو 2030، المقرر إقامته خلال الفترة من أكتوبر 2030 حتى مارس 2031، نتيجةً مباشرةً لرؤية وتوجيهات الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتتويجًا لتحقيق المستهدفات التنموية والاقتصادية والمجتمعية ورؤية المملكة 2030 الملهمة، ويستعرض قصة التحول الوطني نحو مستقبل مزدهر ومستدام.

اقرأ أيضًا: “إكسبو 2030”.. العالم يختار المملكة

استضافة المملكة للمعرض، يبرز مكانتها بوصفها نقطة التقاء العالم، ومركزًا عالميًا للمعرفة والتطور العلمي والتقني، ومحطة للإبداع والابتكار، وحاضنًا لأكبر الأحداث العالمية وأنجحها، ويمثل خطوة نحو التأكيد على دورها المهم في المشهد الإنساني المتفاعل مع كل ما يرسّخ الحوار والتواصل والاستقرار والنماء، ويرسم حاضر العالم ومستقبله.

 

وخصصت السعودية مبلغ 7.8 مليار دولار لاستثمارات من أجل استضافة معرض إكسبو الرياض 2030، كجزء من رؤية السعودية 2030 التي تستهدف استثمارات على مستوى وطني بأكثر من 3.3 تريليون دولار بحلول نهاية العقد.

ويستهدف "إكسبو الرياض 2030" جذب 40 مليون زائر، فضلاً عن مليار زيارة عبر الموقع الافتراضي، وستكون المرة الأول من نوعها للمعرض في عالم الميتافيرس، ومتوقع انضمام أكثر من 226 مشاركًا بما في ذلك الدول والمنظمات الدولية إلى جانب الشركات والمنظمات غير الحكومية والجامعات ورجال الأعمال والفنانين والمبتكرين.

ترسيخًا لدور المملكة

تعليقًا على الفوز، قال الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إنه يأتي فوز المملكة باستضافة معرض إكسبو 2030 ترسيخًا لدورها الريادي والمحوري والثقة الدولية التي تحظى بها، والذي يجعل منها وجهةً مثاليةً لاستضافة أبرز المحافل العالمية، حيث يعد معرض إكسبو واحداً منها.

 

وجدد عزم السعودية على تقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ إقامة هذا المحفل العالمي بأعلى مراتب الابتكار، والإسهام بأداء دورٍ فاعلٍ وإيجابي لغدٍ مشرق للبشرية؛ من خلال توفير منصة عالمية تسخر أحدث التقنيات وتجمع ألمع العقول؛ بهدف الاستثمار الأمثل للفرص وطرح الحلول للتحديات التي تواجه كوكبنا اليوم.

وقال: "ستتزامن استضافتنا لإكسبو 2030 مع عام تتويج مستهدفات وخطط رؤية السعودية 2030؛ حيث يعد المعرض فرصة رائعة نشارك العالم خلالها الدروس المستفادة من رحلة التحول غير المسبوقة".

تجربة فريدة تتجاوز فكرة المباني

وقال بن فرحان، خلال مؤتمر صحافي للتعقيب على فوز الرياض بملف إكسبو 2030، إن إكسبو 2030 في الرياض سيتجاوز فكرة المباني، بل نسعى لتقديم تجربة تحولية حقيقية تعالج بالفعل التحديات التي سنواجهها في المستقبل، وهذا بالظبط ما نركز عليه.

وأضاف الأمير فيصل بن فرحان: الأمر لا يتعلق بالهندسة المعمارية وحسب، ولكن أوعدكم أن تكون الهندسة المعمارية رائعة ومذهلة، نحن نتهم بالرحلة وليس الخطط.. الرحلة التي تجمع العالم معًا، بالإضافة إلى التركيز على النجاح كمجتمع موحد في المستقبل، وهذا سيكون الإرث لإكسبو المتمثل في العمل معًا من أجل مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا.

مكاسب استضافة معرض إكسبو الدولي

بدوره، أكد محمد مكني أستاذ المالية والاستثمار في جامعة الإمام، إن فوز السعودية باستضافة إكسبو 2030 جاءت تكليلاً للعمل الجاد منذ أكتوبر عام 2021م، عندما كشفت السعودية عن رغبتها في استضافة معرض إكسبو العالمي.

وأشار مكني في مقابلة مع "العربية Business"، إلى أن فوز الرياض هو شهادة من العالم أن المملكة قادرة على استضافة أحداث دولية.

ويرى ناصر زهير رئيس وحدة السياسات الدبلوماسية والاقتصادية في المنظمة الأوروبية للسياسات، أن إحدى المكاسب لاستضافة معرض إكسبو الدولي، أنه يكون جاذبًا لكل الشركات الكبرى عالميًا.

وقال زهير، في مداخلة على قناة السعودية، تعليقًا على فوز السعودية باستضافة معرض "إكسبو 2030"، إن العديد من الصفقات الاقتصادية الدولية تُعقد خلال المعرض، حيث يكون هناك زخم اقتصادي وسياسي طوال السنوات الخمس ما قبل انعقاده.

وأكد على أن البيئة الاستثمارية الجاذبة ستتوج في رؤية المملكة 2030 خلال فعاليات معرض إكسبو الرياض، الذي وصفه بإنه سيكون خاتمة لهذه الرؤية.

واعتبر رئيس وحدة السياسات الدبلوماسية والاقتصادية في المنظمة الأوروبية للسياسات، أن معرض إكسبو يتصدر أهمية الأحداث العالمية خاصة من الناحية الاقتصادية في الوقت الذي يحاول فيه العالم التعافي من تداعيات كورونا الاقتصادية.

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة فيلا المالية حمد العليان، أن استعدادات السعودية لاستضافة إكسبو 2030 ستشهد حراكًا خاصًا في كافة القطاعات، موضحًا أن أبرز تلك القطاعات التي مرجح أن تشهد انتعاشًا هي "العقار، الأسمنت، التمويل".

وتوقع العليان في تصريحات لـ"العربية Business" أن يتم تأسيس صناديق عقارية جديدة للمشاركة في المشاريع الجديدة المتوقعة.

يُحدث ضجة عالمية

بدورها، علقت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، على استضافة المعرض العالمي إكسبو، قائلة إنه فرصًا لجني الأموال الكبيرة للدول المستضيفة، إذ يدر الأموال والوظائف ويُحدث ضجة عالمية.

وقالت المجلة الأمريكية، إن استضافة مثل هذه المعارض تساعد في تعزيز الصورة العامة للبلد المضيف والمكانة الوطنية والعالمية.

وتابعت "بوليتيكو" أن استضافة معارض إكسبو الدولية تحقق فوائد اقتصادية ضخمة، خاصة في خلق فرص العمل وتعزيز السياحة.

اقرأ أيضًا: إطلاق حملة “ويبقى الأثر” لنشر الوعي حول أهمية التبرع بالأعضاء

يعود تاريخ معرض إكسبو إلى عام 1851، حيث أقيم لأول مرة في لندن، ويُعد معرض إكسبو أحد أقدم وأعرق وأكبر المعارض العالمية، حيث يقام كل خمس سنوات، ويستمر لأكثر من 6 أشهر، ويهدف لحشد الوعي تجاه التحديات العالمية، وخلق بيئة محفزة للحلول، ويشكل مصدر إلهام لجميع الفعاليات والعروض، وينعكس على الخدمات الثقافية المقدمة من خلال ركائز التراث الثقافي، والعالمية، والسعي إلى التميز، وإحداث التغيير، والحوار الثقافي.