خاص- الوئام
اتّخذت السعودية خلال الأسابيع الماضية الكثير من الخطوات الاستراتيجية على مستوى محيطها العربي والإقليمي والدولي، تجلّت تلك الخطوات في تحركات المملكة لوقف الحرب في غزة، كذلك وضع أسس لتكامل قاري ومستقبل مستدام مع القارة السمراء، من خلال القمة السعودية الأفريقية التي احتضنتها الرياض، مطلع الشهر الجاري.
القمة التي وُصفت بالمرحلة الجديدة في التوسّع السعودي الإنمائي في أفريقيا، أعلن خلالها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إطلاق مبادرة خادم الحرمين الشريفين الإنمائية في أفريقيا، لتدشين مشروعات وبرامج إنمائية في دول القارة بقيمة تتجاوز مليار دولار على مدى 10 سنوات.
اقرأ أيضًا: رحلة إكسبو الرياض 2030 من بداية حقبة التغيير حتى التتويج
القادة الأفارقة من جانبهم، وصفوا القمة بالتاريخية، داعين إلى وضع أسس للتعاون لاستراتيجية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد، لا سيما في المجال التنموي والاقتصادي؛ وقبل 24 ساعة من القمة التي عقدت في 10 نوفمبر الجاري، قال وزير المالية، محمد بن عبدالله الجدعان، إن “الصندوق السعودي للتنمية سيوقّع اتفاقيات بملياري ريال مع دول أفريقية”.
في السياق، يقول السفير محمد سالم الصوفي، المدير العام للمعهد الثقافي الأفريقي العربي والتابع لجامعة الدول العربية، إن “الصندوق السعودي للتنمية، الذي تأسّس عام 1974، لعب دورا مهما في تمويل مشروعات التنمية في الدول النامية، بالأخص داخل القارة السمراء، ويُعد أقرب مثال على تجسيد هذا الدور الحيوي نجده في نتائج القمة السعودية الأفريقية الأولى، التي جمعت كل القادة الأفارقة في الرياض، وتم الإعلان في نهايتها عن تمويل الصندوق لمشروعات تنموية في القارة الأفريقية حتى عام 2030 بمبلغ يصل إلى نحو (18.75) مليار ريال سعودي، أي ما يعادل 5 مليارات دولار أمريكي”.
ويُضيف السفير محمد سالم الصوفي، في حديث خاص لـ”الوئام”، أنه “تمت الموافقة في إعلان القمة على ما يسمّى (ورقة التعاون السعودي الأفريقي)، ويظهر في هذه الوثيقة أن حجم الاستثمارات السعودية في القارة الأفريقية سيصل إلى 25.6 مليار دولار أمريكي عام 2030؛ على أن يتولى الصندوق السعودي للتنمية تمويل مشروعات تنموية في القارة الأفريقية؛ كما سيتم تمويل وتأمين الصادرات من المملكة إلى القارة الأفريقية حتى عام 2030 بمبلغ 10 مليارات دولار أمريكي”.
اقرأ أيضُا: أحمد بن حمضه لـ”الوئام”: أرقام صناعة السينما تكشف طفرة المملكة في الفن
ويتابع الدبلوماسي الموريتاني قائلا: “على سبيل الإشادة بدور الصندوق السعودي للتنمية، يقول أحد الاقتصاديين الأفارقة عن الصندوق: إنه ممول موثوق للتنمية بعيدا عن الأضواء والصخب الإعلامي.. يقولون قديما إن الأشياء الجيدة غالبا ما تتم في صمت، لكنها تنال في النهاية ما تستحق، نظرا لمساهمتها في ازدهار المجتمعات وتطوّرها، واستثمارات الصندوق السعودي للتنمية (SDF) من تلك الأشياء ذات الأثر الإيجابي الكبير في القارة الأفريقية”.
“وقد أسهم صندوق التنمية المستدامة بالفعل في تنمية العديد من البلدان الأفريقية التي يتعاون معها، كما أسهم بشكل كبير في تحقيق العديد من المشروعات في قطاع الصحة في البلدان الأفريقية وأماكن أخرى، خاصة في بناء المستشفيات”، حسب المتحدث ذاته.
ويؤكد السفير محمد سالم الصوفي، أن “معظم الدول الأفريقية استفادت ولا تزال تستفيد من تبرعات الصندوق واستثماراته في مختلف القطاعات، وهي: قطاع التعليم؛ موارد المياه؛ الكهرباء؛ المواصلات؛ السكن؛ الصحة؛ الطاقة؛ البنية التحتية والتنمية الريفية”.