صحافي سعودي يرسم سيناريوهات حل الأزمة اليمنية

تعد الحرب مع الحوثي من أكبر المشكلات التي تشغل المنطقة وخصوصًا السعوديين، لكن الأشهر الماضية شهدت بوادر لإنهاء الأزمة وبداية المفاوضات.

ففي أكتوبر الماضي وجهت المملكة دعوة لوفد حوثي لعقد مفاوضات مع قيادة السعودية، وذلك لأول مرة منذ بدء الحرب عام 2015، في إطار الجهود المشتركة التي تقودها الرياض وسلطنة عُمان لحل أزمة البلد الجار الذي يشتركان معه في حدود برية وبحرية واسعة.

ورحبت الحكومة اليمنية الشرعية بجهود السعودية وسلطنة عمان، والمساعي الأممية والدولية الهادفة لدفع الميليشيات الحوثية نحو التعامل الجاد مع دعوات السلام، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني، وأكدت على استمرار نهجها المنفتح على كافة المبادرات الرامية إلى إحلال السلام العادل والشامل.

وقال الصحفي المتخصص في الأزمة اليمنية بدر القحطاني، في "بودكاست الفجر" من "ثمانية": "زيارة وفد صنعاء للرياض كانت نتيجة وليست فعل للمبادرة السعودية للسلام في اليمن".

وأضاف: "فتحت السعودية العديد من الأبواب لمواجهة الأقفال التي وضعتها إيران والجماعات التي تدور حول فلكها، فحزب الله هو من تولى بعد وفاة قاسم سليماني مسألة إدارة العمل اليومي للحوثيين".

وأكمل: "جماعة الحوثي عندما جاءت من صعدة إلى صنعاء لم يكن عندهم أي خبرة لإدارة الدولة بشكل عام، أو حتى القطاعات الحكومية والإيرادية".

وتابع: "الزيارة الحوثية جاءت بعد سلسلة إجراءات سعودية، وهناك خارطة طريق يبدو أن هناك توافق عليها من جميع الأطراف، ويتبقى وضع اللمسات الأخيرة عليها".

وأردف: "التعامل مع كيان غير منظم وليس دولة أو مؤسسة عندها التزامات داخلية أو خارجية صعب جدًا، عندما نتعاطى مع الحوثيين فإننا نتعاطى مع مجموعة لا تحمل شرعية وليس لديها ما تخسره، في المقابل يتم دعوتها بالاحتفاظ ببعض مكتسباتها والانخراط بشكل سياسي ورسمي، هنا تكمن دائما التحديات، ليس من جهة فقط السعودية أو التحالف ولكن حتى مع المجمتع الدولي".

وواصل: "أكبر أمر يفتقده الحوثيون هو التمتع بعلاقات دولية مميزة، لا يستطيع الحوثيون بهذا الشكل أن يتمتعوا بعلاقات جيدة وأكبر مكسب سياسي لهم هو أولًا تحاشي الغضب الشعبي من سوء إدارتهم".

وفيما يتعلق بتعامل الإدارة الأميركية مع الأزمة اليمنية، علق القحطاني: "دائمًا ما نجد أن الإدارة الأميركية الحالية بقيادة جو بايدن متخبطة نوعًا ما فيما يتعلق بالتعاطي مع الملف اليمني، منها إلغاء تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية".

وأضاف: "هذا الإجراء أعطى رسالة خاطئة تلقفها الحوثيون بطريقة سلبية، كانت إدارة الرئيس بايدن تقول إنها تريد أن تدفع الجهود الدبلوماسية كاملة للحل اليمني".

وختم: "ماذا حدث بعد إزالة الحوثيين؟، 18 شهرًا من الهجوم الحوثي المستمر على مأرب، فهذه أكبر كبوة ارتكبتها الإدارة الأميركية في الملف اليمني".

وتسيطر جماعة الحوثي منذ سبتمبر 2014، على عدد من المحافظات وسط وشمال البلاد، بينها العاصمة صنعاء، وأطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس 2015، عمليات عسكرية دعمًا لقوات الحكومة الشرعية والشعب اليمني لاستعادة تلك المناطق.

ويأمل الشارع اليمني أن تقود الجهود السعودية والإقليمية والأممية إلى إقناع جماعة الحوثي بالتخلي عن خيار العنف وتغليب مصلحة اليمنيين، وصولًا إلى تجديد الهدنة وإطلاق مسار شامل للسلام يطوي صفحة الحرب.