الأديبة هيفاء فقيه لـ”الوئام”: إسرائيل تغتال تاريخ فلسطين.. ومعارض الكتاب بوّابة تخدم العلم والعلماء

تُشارك المملكة، مُمثّلةً بوزارة الثقافة، في معرض "أرتيجانو إن فييرا"، الذي يستمر حتى 10 ديسمبر الجاري، في مدينة ميلان الإيطالية، عبر جناح وطني يضمّ عددا من الهيئات والكيانات الثقافية، التي ستُقدِّم لزوّار المعرض الثقافة السعودية بمكوِّناتها كافة.

ويُشارك في الجناح عددٌ من الجهات والهيئات والكيانات الثقافية في تمثيل المملكة بالمحافل الدولية، وتقديم مكوّنات ومكنونات ثقافة المملكة العربية السعودية، كما أن المعرض يُسلّط الضوء على الإرث والتّراث الوطني الثّري بكنوزه المتنوّعة.

ثقافة المملكة

تقول الكاتبة والأديبة الدكتورة هيفاء إبراهيم فقيه: "معرض أرتيجانو إن فييرا، الذي تُشارك فيه وزارة الثقافة، يهدف إلى تعزيز التبادُل الثقافي الدولي، بوصفه أحد أهداف المملكة الاستراتيجية، تحت مظلة رؤية 2030، إضافةً إلى تعريف المجتمع الدولي بالثقافة والفنون السعودية، وما تختزله مِن جماليات وإبداعات متوارثة على مدى سنوات طويلة، تمتدّ إلى أسلافنا وأجدادنا".

وتُضيف هيفاء فقيه، في حديث خاص لموقع "الوئام": "هذه عبارات بسيطة لمَن يريد أن يعبر القارات ليصل إلى ميلان، ويتعرّف على ما سيقدَّم له من زخم معرفي وإرث ثقافي، يعجز عن وصفه المتحدّث ويدهش الناظر إليه ويشبع عينيه بجمال مقتنيات المعرض، ناهيك بسماع ما يبهج الزّائر ويؤنس قلبه وروحه من أدبيات وأشعار عربية أصيلة، كل هذه الخطوات والتوجّهات ما هي إلا نتاج بلمس المملكة العربية السعودية؛ لحاجة المجتمعات الدولية للمعرفة الحقيقية لكنوز وإرث البلاد وتبادل الثقافات، والتي تعد من الركائز الأساسية لإنشاء علاقات إنسانية واجتماعية، ليسهل على الزائر لمملكتنا الحبيبة معرفة شعبها وثقافتها وما تحتويه من ثروات قد تكون مغيّبة عنه، بالرغم من أن مواقع التواصل وما إلى ذلك من مواقع إلكترونية ساعدت في تقصير المسافات وربط العالم ببعض، لكن تظل الصورة الحقيقية مختلفةً ولها قيمتها وبريقها".

الحراك الثقافي

تحدَّثت الدكتور هيفاء فقيه عمّا تشهده المملكة من حراك ثقافي في الفترة الأخيرة، قائلة: "بالنسبة إلى معارض الكتب التي أُقيمت وتُقام في السعودية، ما هي إلا امتداد لاهتمام المملكة بكلّ ما يثري المجالات الثقافية والأدبية والتراثية، ويخدم المجتمعات المُتطلّعة للعلم والمعرفة، بصرف النظر عن اختلافات اللغات والثقافات والعادات".

وتوضّح هيفاء فقيه: "تعدّ القراءة من إحدى ركائز الشريعة الإسلامية، فهي أوّل كلمة نزل بها الوحي على الرسول المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم، وهي البوّابة للمعرفة والتعرّف على الشعوب بعضها البعض، فحينما أقرأ كتابا على سبيل المثال عن إيطاليا يتيح لي معرفة الشعب الإيطالي أكثر ويفتح لي أبواب التعرّف على عاداته وتقاليده، ومن خلال القراءة يستطيع الإنسان أن يتلمس المّفارقات بين إيطاليا والسعودية، ويتيح التبادل الفكري والمعرفي لكل جديد ومفيد، كما أنّ معارض الكتاب بوّابة لكل ما يخدم العلم والعلماء والمفكّرين والأدباء والكتّاب والقرّاء، وكل شغوف للعلم والمعرفة، ومعارض الكتاب في المملكة تُتيح للمواطن والمقيم وجميع الزوّار من أنحاء العالم المشاركة المعرفية وتبادل الآراء والأفكار الإثرائية للوصول لكل ما يغذّي العقول".

اعتداءات الاحتلال على الثقافة الفلسطينية

عن تدمير طائرات الاحتلال الإسرائيلي، خلال عدوانها على قطاع غزة، مبنى الأرشيف المركزي وإعدام آلاف الوثائق التاريخية التي تعدّ إرثا لأهالي قطاع غزة، ترى هيفاء فقيه أن "القصف والتدمير والإعدام لأوراق ووثائق، تدمير للحضارة واغتيال للتاريخ، ويبقى أهون بما يفعلونه بنفوس البشر الأبرياء، أهل غزة الأوفياء، صغارا وكبارا".

واختتمت الكاتبة والأديبة حديثها بالبوح عن آخر أعمالها الأدبية، حيث تجمع مُلخّصات قدّمتها في لقاءات مختلفة لبعض الإنتاج الثقافي لمجموعة من الأديبات والمُؤلّفات السعوديات ووضعه في كتاب واحد، مُتمنّيةً أن يرى الشمس ويكون له صدى في العام المقبل.

وعن أعمالها الثقافية ونشاطها الأدبي حاليا، تقول المُتحدّثة ذاتها إنها تعمل ممثّلة لمقهى "روشن" بمكة المكرمة والذي يندرج تحت مبادرة الشريك الأدبي التابع لوزارة الثقافة بالمملكة، كما تقوم باستضافة ضيوف المقهى مِن مثقّفين وأدباء ومحاورتهم.