ساركيس أبوزيد لـ”الوئام”: حرب غزة ستفرز نظامًا إقليميًّا جديدًا والمملكة بذلت جهودًا جبارة

عاد قطاع غزة المُحاصر إلى إحصاء ضحاياه من الشهداء والجرحى، حيث قصف الجيش الإسرائيلي حي الشّجاعية المكتظّ بالسكان والنازحين في القطاع، مما أوقع 500 شخص ما بين قتيل وجريح.

وأعلن مُتحدّث صحة غزة، أشرف القدرة، ارتفاع عدد ضحايا الحرب على القطاع منذ 7 أكتوبر، إلى 15207 شهداء و40.652 مصابا، قائلا، خلال مؤتمر صحفي، إن 280 من الكوادر الطبية استُشهدوا، وجُرح مئات آخرون منذ اندلاع الحرب، مشيرا إلى اعتقال 31 آخرين.

وأوضح أشرف القدرة أنه تم استهداف 130 مؤسّسة صحيّة، وإخراج 20 مستشفى عن الخدمة، واستهداف وتدمير 56 سيارة إسعاف.

رفض تمديد الهدنة.. والتصعيد الخطير

قال الإعلامي والمحلل السياسي اللبناني، ساركيس أبوزيد، إن "الرفض الإسرائيلي لتمديد الهدنة، رغم الضغوط العربية والدولية، يؤكّد أنّ حكومة تل أبيب تُواجه مأزقا حادا وتُمارس تصعيدا خطيرا بمنطقة الشرق الأوسط، وليس في قطاع غزة وحده، كما أنّ حكومة نتنياهو تغامر بمستقبل الدولة ككل من أجل الصّمود ومغامرة تحقيق انتصار في حرب غزة التي مُني فيها الجيش الإسرائيلي بخسائر ماديّة وبشرية كبيرة، ولذلك يُحاول نتنياهو ممارسة ضغوط واسعة على جبهة القتال لتحسين صورته أمام الجبهة الداخلية".

وأضاف أبوزيد، في حديث خاص لموقع "الوئام"، أن "المشهد في الشرق الأوسط بعد أحداث أكتوبر الماضي سيتغيّر تماما، وستكون هناك تغيّرات كبيرة على صعيدي السلم والحرب معا، وأغلب التوقّعات أن المنطقة قد تشهد ميلاد نظام إقليمي جديد، يولد على ضوء حرب غزة، لا سيما مع فشل إسرائيل في فرض كلمتها عسكريا في غزة، رغم الفارق التسليحي والتجهيزات العسكرية بين حماس والجيش الإسرائيلي، وبالتالي ستكون هناك تغيّرات واسعة في ظل تأثّر الدول الغربية بمنظومات الدعم المكلِّفة لخزائنها والتي تضخّها لإسرائيل وأوكرانيا التي تخوض حربا هي الأخرى ضد روسيا".

وأوضح أبوزيد في حديثه، أن "حرب غزة ستُتيح وجود رؤى جديدة سياسية وعسكرية، وستُؤثّر بالطّبع على علاقات العديد من الدول والأقطاب العربية ومصالحها مع الولايات المتحدة التي ناصرت تل أبيب بشكل مطلَق وهضمت الحقوق العربية على أرض فلسطين".

الدور العربي.. السعودية بالمقدِّمة

جوا وبحرا، هكذا تعامَلت المملكة مع الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث سيّر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من ميناء جدة الإسلامي، الباخرة الإغاثية السعودية الثالثة، ضمن الجسر البحري السعودي لإغاثة الشعب الفلسطيني متّجهة إلى ميناء بورسعيد المصري، وتحمل على متنها 300 حاوية كبيرة تزن 1246 طنا، منها 200 حاوية تشتمل على مواد ومستلزمات طبية لسد احتياج المستشفيات هناك.

كما أرسل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، 24 طائرة إغاثية من مطار الملك خالد الدولي بالرياض، متّجهة إلى مطار العريش المصري، ثم إلى القطاع.

في سياق الدور السعودي تجاه الأزمة، أشاد ساركيس أبوزيد بتلك الجهود التي وصفها بالجبّارة والممتدّة على مدار الساعة يوميا، للضغط بكلّ السّبل لفرض الحل السلمي القائم على إقامة الدولتين وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتقديم المساعدات وفرض الهدنة الطويلة طوال الأيام الماضية رغم التعنّتات الإسرائيلية ومحاولات خرق الهدنة في غزة.

واختتم الإعلامي والمحلل السياسي اللبناني حديثه مؤكّدا أن "جهود الدول العربية الثّلاث، السعودية ومصر وقطر، كانت إيجابية وفاعلة منذ بداية الأزمة لوقف الحرب ودخول المساعدات الإنسانية".