مبادرة السعودية الخضراء.. التشجير وخفض الانبعاثات والحماية البرية ركائز اعتمدت عليها خطة المملكة

في مارس 2021، أطلق الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، مبادرات "مبادرة السعودية الخضراء"، و"الشرق الأوسط الأخضر" اللتين سترسمان توجه السعودية والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة وستسهمان بشكل قوي في تحقيق المستهدفات العالمية.

أعلن ولي العهد آنذاك، أن الهدف من مبادرة السعودية الخضراء، رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية، من خلال زراعة 10 مليار شجرة في السعودية، تمثل إسهام المملكة بأكثر من 4% في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1% من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة.

الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء

ومنذ إطلاق مبادرة السعودية الخضراء في 2021، أولت السعودية اهتمامًا خاصًا بالبيئة ومكافحة التصحر ورفع الغطاء النباتي، وفي أطلقت المملكة في أكتوبر من نفس العام، النسخة الأولى للمنتدى السنوي لمبادرة السعودية الخضراء في الرياض، الذي يعنى بإطلاق المبادرات البيئية الجديدة للمملكة، ومتابعة أثر المبادرات التي أُعلِنَ عنها سابقًا، بما يحقق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.

النسخة الأولى من المنتدى

وخلال المنتدى الأول، أعلنت المملكة عن بدء المرحلة الأولى من مبادرات التشجير بزراعة أكثر من 450 مليون شجرة، وإعادة تأهيل 8 ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة، وتخصيص أراضي محمية جديدة، ليصبح إجمالي المناطق المحمية في المملكة أكثر من 20% من إجمالي مساحتها.

اقرأ أيضًا: انطلاق منتدى “مبادرة السعودية الخضراء” في دبي

وأعلن الأمير محمد بن سلمان، في النسخة الأولى من المنتدى، عن أول حزمة من المبادرات النوعية في المملكة، بقيمة تزيد عن 700 مليار ريال، مما يسهم في تنمية الاقتصاد الأخضر، وخلق فرص عمل نوعية، وتوفير فرص استثمارية ضخمة للقطاع الخاص، وفق رؤية المملكة 2030.

وخلال كلمة ولي العهد في النسخة الأولى من المنتدى، أعلن عن اعتزام المملكة إطلاق مبادرات في مجال الطاقة من شأنها تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030.

النسخة الثانية تزامنًا مع مؤتمر كوب 27 بشرم الشيخ

تحت شعار "من الطموح إلى العمل" أطلقت السعودية النسخة الثانية من منتدى مبادرة السعودية الخضراء، تزامنًا مع مؤتمر كوب 27، الذي استضافته مدينة شرم الشيخ في مصر، في نوفمبر من عام 2022.

وعكس شعار النسخة الثانية من المنتدى رؤية المملكة الرامية إلى تحويل الطموح إلى واقع من خلال تعزيز العمل المشترك لمواجهة التحديات المناخية التي تطال العالم بأسره.

جددت السعودية خلال النسخة الثانية من المنتدى، هدفها لزراعة 600 مليون شجرة بحلول عام 2030، وذلك ضمن مبادرة المركز الطموحة لزراعة 10 مليارات شجرة، مؤكدة أنه أحد أكبر المشروعات حول العالم،وسيكون له أثر هائل في تخفيض انبعاثات الكربون بشكل طبيعي.

وأشارت السعودية إلى التجاوب المجتمعي الهائل للمبادرة، حيث شارك فيه 70 ألف متطوع وفر لهم المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، التدريب والدعم والمساعدة، ودربهم على القيام بمختلف الأدوار في عمليات التشجير.

ماذا تحقيق مع انطلاق النسخة الثالثة؟

نجحت مبادرة السعودية الخضراء، خلال العامين الماضيين، في زراعة 43.9 مليون شجرة، واستصلاح 94 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة في أنحاء السعودية، وتعمل حاليًا على تنفيذ أكثر من 40 مبادرة تدعم الهدف المرحلي المتمثل في زراعة أكثر من 600 مليون شجرة واستصلاح 8 ملايين هكتار من الأراضي بحلول عام 2030م.

اقرأ أيضًا: “البيئة” تعلن عن الخطة التنفيذية للبرنامج الوطني للتشجير ضمن مبادرة “السعودية الخضراء”

في سعيها لتحقيق أهداف المبادرة، أطلقت السعودية، 77 مبادرة تهدف لإحداث تغيير إيجابي على المدى الطويل.

تعددت المبادرات بين التشجير وحماية التنوع البيولوجي وصولاً إلى خفض الانبعاثات وإنشاء محميات طبيعية جديدة.

نجحت المملكة في تحويل التزاماتها العالمية إلى إجراءات ملموسة، وتواصل المضي بخطىً ثابتة نحو تحقيق هدفها للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060.

واستطاعت السعودية، ربط مشاريع طاقة متجددة بسعة 2,100 ميجاوات بشبكة الكهرباء الوطنية، لتصل السعة الإجمالية لمصادر الطاقة المتجددة المستخدمة إلى 2,800 ميجاوات (2.8 جيجاوات)، أي ما يكفي لتزويد أكثر من 520 ألف منزل بالطاقة الكهربائية.

وأطلقت المملكة عددًا من المشاريع الهادفة إلى تقليل الاعتماد على الوقود السائل واستبداله بالغاز لتوليد الكهرباء، وحتى شهر ديسمبر 2023م، تم تشغيل 4 محطات عالية الكفاءة تعمل بالغاز لتوليد الكهرباء بسعة إجمالية تقارب 5.600 ميجاوات.

وتعمل السعودية على إنشاء أكبر معمل لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم في مدينة نيوم باستثمار إجمالي قدره 8.4 مليارات دولار.

من خلال الجهود المستمرة لحماية المناطق البرية والبحرية، أطلقت المملكة، 5 مبادرات ستسهم في زيادة نسبة المناطق البرية المحمية إلى أكثر من 21% وزيادة نسبة المناطق البحرية المحمية إلى أكثر من 26% بحلول عام 2030م.

نجحت المبادرة في إعادة توطين 1,669 حيوانًا مهددًا بالانقراض في المحميات الطبيعية منهم "المها العربي، وغزال الرمل، والوعل" بهدف تعزيز التنوع البيولوجي، وتضاعفت أعداد النمور العربية في المحميات الطبيعية منذ عام 2020.

انطلاق النسخة الثالثة

وبدأت اليوم الاثنين، فعاليات النسخة الثالثة من منتدى مبادرة السعودية الخضراء، تزامنًا مع انعقاد الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28)؛ بهدف توفير منصة مهمة لمختلف الجهات المعنية من أجل مناقشة أفضل السبل المتاحة لتسريع وتيرة العمل المناخي.

وسيكون معرض مبادرة السعودية الخضراء مفتوحًا للزوار يوميًا حتى 12 من ديسمبر الجاري من الساعة 10:00 صباحاً ولغاية 9:00 مساءً، حيث يمكن للزوار الاطلاع على مجموعة واسعة من مبادرات العمل المناخي التي يتم تنفيذها في أنحاء المملكة، إلى جانب تسليط الضوء على التزام المملكة الراسخ ببناء مستقبل أكثر استدامة.