أكاديمي لـ”الوئام”: المملكة صاحبة الدور الأقوى في أزمة غزة.. والقمة الخليجية تأتي وسط متغيّرات سياسية واقتصادية خطيرة

اختتمت أمس الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة، أعمال القمة الخليجية في دورتها الـ44، بمشاركة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وسط تحديات دولية وإقليمية، في مقدّمتها التصعيد بقطاع غزة.

وأكدت القمة التي عُقدت في الدوحة، على وقوف مجلس التعاون إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق ودعمه المتواصل لرفع معاناة سكان قطاع غزة، ومد يد العون لإعادة بناء ما دمّرته آلة الحرب الإسرائيلية في اعتداءاتها على القطاع خلال السنوات الماضية.

وتعليقًا على مخرجات القمة، يقول الدكتور هاني سليمان، المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات، إن "القمة الخليجية تأتي في نطاق إقليمي ودولي شديد الحساسية من جميع النواحي السياسية والاقتصادية، بجانب بروز عدد من القضايا على تماس مباشر مع دول الخليج العربي والمصالح العربية بشكل عام".

ويُشيد سليمان، في حديث خاص لموقع "الوئام"، بالبيان الختامي للقمة والذي حظي بتنوّع كبير ورؤية ومعالجة دقيقة لكل المتغيّرات المحيطة بالمنطقة، ويتابع قائلا: "تأكيد البيان الختامي على التنفيذ الكامل والدقيق والمستمر لرؤية الملك سلمان لتعزيز العمل الخليجي المشترك، دليل قاطع على نجاح رؤية المملكة نحو قيادة وريادة مجلس التعاون الخليجي في ظل المتغيّرات الدولية الحالية".

ويُضيف هاني سليمان أن "رؤية السعودية نحو العمل الخليجي المشترك، تدفع بهذا التكتل بكل قوة نحو توسيع فرصه الاقتصادية والسياسية، ليس على المستوى الإقليمي والعربي فقط، بل على المستوى الدولي بالكامل".

وفيما يخص الملف الفلسطيني، يؤكّد المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات، أن "السعودية قامت بدور دبلوماسي حيوي للغاية؛ استطاع أن يقدّم حقيقة الأزمة الفلسطينية ويشرح جذور الصراع وسبل الحل النهائي القائم على حل الدولتين".

ويرى هاني سليمان أن "المملكة سيكون لها دور واضح وفعال للغاية في القضية الفلسطينية خلال الفترة المقبلة، سواء عن طريق الدبلوماسية التي أثبتت نجاحا كبيرا حتى الآن، أو عن طريق أدوات الضغط النابعة من مكانتها ودورها المحوري، عربيا ودوليا".

ويستطرد المتحدّث ذاته قائلا إن "ملف الإعمار أيضا داخل غزة، من أولويات المملكة، التي أثبتت في كل المواقف قدرتها على تقديم يد العون للأشقاء، كما أنها تستطيع التحرّك بشكل جماعي وقادرة على اتخاذ قرارات فعالة، والدليل القمم التي استضافتها الرياض لتوحيد الصوت العربي تجاه أزمة غزة، بل جولات مكوكية خارجية أيضا لدعم القضية دوليا".

وتطرّق البيان الختامي للقمة الخليجية الـ44، إلى دعم قرارات مجموعة "أوبك+" الهادفة إلى تحقيق التوازن في أسواق النفط وتعزيز الرخاء والازدهار لشعوب المنطقة والعالم، في تلك الزاوية يُشير المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات، إلى دور المملكة في قيادة تلك المنظمة بما يتماشى مع تحقيق التوازن الدولي، بعيدا عن المصالح والتكتلات، مؤكدا أن "قرارات المملكة الأخيرة تحت مظلة منظمة "أوبك بلاس"، دليل على رؤيتها الخاصة المتوازنة بعيدا عن حالة الاستقطاب الدولي".