اقتصادي لـ”الوئام”: ارتفاع الأسعار والتضخُّم الحاد في المعروض سبب غلق المطاعم

شهدت شوارع العاصمة، وبالأخص الحيويّة، ظاهرةً جديدةً تخصّ تعليق لافتات على عددٍ مِن الكافيهات والمطاعم، وعنوانها العريض "تمّ غلق المحل نهائيا"؛ ظاهرة دفعت روّاد "السوشيال ميديا" إلى عرضها وطرحها للنقاش.

البعض أرجع أسباب الغلق لارتفاع قيمة الإيجارات التي وصلت إلى الضّعف، والبعض الآخر أرجع سبب الغلق لارتفاع أسعار الخدمة المُقدَّمة مُقارنةً بجودة المنتج، لكن يبقى السّؤال: ما الأسباب الحقيقية لتلك الظّاهرة التي وصلت، حسب روَّاد "السوشيال ميديا"، إلى عشرات المحلات في وقت قصير.

اقرأ أيضًا: رفع نسبة المحتوى المحلي استراتيجية السعودية للتنمية الاقتصادية الشاملة

يرى الخبير الاقتصادي، جمال بنون، أنَّ "العامل الرّئيسي وراء تلك الإغلاقات يعود في الأساس لوجود حالةٍ مِن التضخّم الحاد في عدد الكافيهات والمطاعم في العاصمة، فالمعروض أكثر مِن القيمة الاستهلاكية أو الزبائن".

ويُضيف جمال بنون، في حديث خاص لـ "الوئام"، أن "ارتفاع الأسعار في الخدمات المُقدَّمة، بجانب حالة التضخُّم العددي لتلك المشروعات، يُؤدّيان لعزوف المواطن عن تلك الأماكن، وبالتالي تخسر تلك المحلات، وفي نهاية المطاف تُفلِس وتُغلِق أبوابها".

ضَعف القوَّة الشرائيّة

مئات التعليقات عبر منصّة التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقا)، أرجعت سبب موجة الإغلاقات الأخيرة لضعف القوّة الشرائيّة وكثرة المعروض، بجانب عدم وجود دراسة جدوى متّزنة حول المشروع، لتكون النتيجة النهائية الإغلاق.

يقول أحد المستثمرين في قطاع المطاعم والكافيهات في الرياض إن "قطاع المطاعم مِن القطاعات شديدة التقلّب، لأنّه مِثل عالَم الأزياء والموضة، كل فترة يتطوَّر وتظهر نوعية جديدة مِن المطاعم، فدائما ما يحتاج إلى تطوير مُستمر ومواكبة كل ما هو جديد، بفكرٍ مختلفٍ عن المنافسين".

ويُضيف أنّ "مِن أسباب ظاهرة غلق المطاعم والكافيهات ارتفاع التكاليف الثابتة بالنسبة إلى أي مشروع بشكل عام، مِن تكاليف التراخيص والإقامة والإيجارات وخلافه، كما أنّ هناك منافسةً شرسةً لتقديم الوجبات بأعلى جودة وأقل سعر".

اقرأ أيضًا: “الغذاء والدواء” تطلق خدمة “أذونات استيراد وفسح الدواء”

وحسب إحصاءات وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، فقد ارتفع عدد المطاعم والمقاهي بنسبة 36% خلال 4 سنوات، وهذه الزيادة لم تُصاحبها قوّة موازية في التعداد السكاني ولا القوّة الشرائية، فلا تزال مدفوعات الفرد من 2019م حتى الآن ثابتة، إضافة لعوامل أُخرى؛ مثل التضخّم وانخفاض حجم المبيعات في المطاعم والمقاهي بنسبة قد تصل لـ45%.

البعض الآخر أرجع أسباب الإغلاق إلى ارتفاع تكاليف المواد الخام، في ظل محاولات ما يُسمَّى بـ"حرق الأسعار" لاستقطاب أكبر شريحةٍ مِن الزبائن، بجانب إغفال عملية تقييم رضاء العميل، وتلك الجزئيّة كانت سببا رئيسيا في تلك الإغلاقات، حسب التعليقات التي انتقدت خدمة مُعظم الكافيهات أو المطاعم التي أُغلِقت.