تفعيل المادة 99.. خبيران فلسطينيان لـ”الوئام”: الأمم المتحدة تستخدم السلاح الدبلوماسي الأخير لإنقاذ غزة

الأمم المتحدة
الأمم المتحدة

في خطوة نادرة تُقدِم عليها الأمم المتحدة للمرة الأولى منذ نحو 41 عاما، استند الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، وذلك لتسريع إجراءات مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في غزة.

حديث الأمين العام للأمم المتحدة، بشأن تفعيل المادة 99 بالرغم من عدم استخدامها لسنوات، جاء بسبب الإخفاقات المتكرّرة في مجلس الأمن الدولي المؤلّف من 15 عضوا في تمرير قرار يدعو إلى هدنة فورية، في العدوان القائم حاليا على غزة بين "حماس" والاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ أيضًا: لأول مرة.. تفعيل المادة 99 بميثاق الأمم المتحدة بسبب “كارثة فلسطين”

الرسالة غير المسبوقة، التي أرسلها غوتيريش إلى مجلس الأمن الدولي، أثارت غضب إسرائيل التي اتهمت الأمين العام بدعم حركة حماس؛ وقال وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين، في منشورٍ على منصّة "إكس" (تويتر سابقا): "إنّ ولاية غوتيريش تمثّل تهديدا للسلام العالمي، ومطالبته بتفعيل المادة 99 والدعوة لوقف إطلاق النار في غزة تشكّلان دعما لمنظمة حماس الإرهابية"؛ لكن ماذا يعني إعلان جوتيريش؟

في الإجابة، يقول المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، جهاد الحرازين، إن "تفعيل تلك المادة يعدّ اعترافا رسميا بالجرائم ومدى كارثية الوضع في قطاع غزة المحاصر من جانب قوات الاحتلال التي تُشن بالفعل حرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني".

السلاح الدبلوماسي الأخير

يُضيف جهاد الحرازين، في حديث خاص لموقع "الوئام"، أن "المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، تنصّ على أن 'للأمين العام أن ينبّه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدّد حفظ السلم والأمن الدوليين'، ما يعني أن مجلس الأمن مطالب بكل أعضائه باتخاذ إجراء فوري وعاجل لوقف التصعيد، منعًا لانزلاق المنطقة بالكامل في الصراع".

اقرأ أيضًا: البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي لدعم مبادرة غوتيريش لوقف إطلاق النار في غزة

ويشير المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إلى أن "تفعيل المادة 99، يمنح الأمين العام سلطة لفت انتباه مجلس الأمن للضغط على الأعضاء واتخاذ إجراء حاسم، كما يحوِّل الأمين العام من مسؤول إداري إلى مسؤول يتمتّع بمسؤولية سياسية واضحة".

ويؤكّد الحرازين أن "اتساع دائرة الصراع أصبحت في مرحلة خطيرة، بالنظر إلى ما يحدث في البحر الأحمر من تهديد للملاحة نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي، بجانب الوضع الصحي الكارثي في قطاع غزة، مما يهدّد السلم العالمي والاستقرار في ظل انعدام الأمن الغذائي والصحي".

ويوضِّح الحرازين أن "لجوء الأمين العام للأمم المتحدة لهذه المادة، جاء بعد الفشل الذريع لمجلس الأمن في إرغام إسرائيل والضغط عليها لوقف سياسة العقاب الجماعي والإبادة، ورفض دخول المساعدات في القطاع المحاصر الذي يتم قصفه على مدار اليوم، جوا وبحرا وبرا".

ويتوقَّع المتحدّث ذاته أن "يصل مجلس الأمن إلى قرار بوقف إطلاق النار خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، وتهيئة المناخ لعقد مفاوضات وإحياء فرص السلام لتلك الأزمة التي عانت من ازدواجية في مجلس الأمن على مدار عقود".

حراك دولي

 

من المرجّح أن يعقد مجلس الأمن الدولي، غدا الجمعة، جلسة طارئة لمناقشة رسالة الأمين العام للأمم المتحدة، وهنا يقول الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن "رسالة جوتيريش ستمنع مجلس الأمن من استخدام حق النقض "الفيتو"، وهي الأداة الأمريكية الفعالة من أجل مساندة الكيان الإسرائيلي وجرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية".

ويُضيف الدكتور أيمن الرقب، خلال حديث خاص لموقع "الوئام"، أن "الساعات الماضية شهدت حراكا دوليا، سواء في الأمم المتحدة، أو الاتحاد الأوروبي الذي تضامن مع إعلان جوتيريش تفعيل المادة 99 لوقف نزيف الأرواح والكارثة الإنسانية في قطاع غزة، والضفة أيضا التي دخلت ضمن تصفية الحسابات من جانب قوات الاحتلال".

اقرأ أيضًا: أكاديمي لـ”الوئام”: المملكة صاحبة الدور الأقوى في أزمة غزة.. والقمة الخليجية تأتي وسط متغيّرات سياسية واقتصادية خطيرة

الولايات المتّحدة كانت قد عرقلت في السابق كل المحاولات الرامية لتضمين أيّ قرار أممي، سواء أكان دعوة لوقف إطلاق النار أو هدنة إنسانية في القطاع، وساندت إسرائيل في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.

كان الأمين العام أوضح في رسالته بعد إعلان تفعيل المادة 99، أنه "مع القصف المستمر للقوات الإسرائيلية، ومع عدم وجود ملاجئ أو حدّ أدنى للبقاء، أتوقّع انهيارا كاملا وشيكا للنظام العام، بسبب ظروف تدعو إلى اليأس، الأمر الذي يجعل مستحيلا تقديم مساعدة إنسانية حتى لو كانت محدودة".

وحذّر غوتيريش من "أنّنا نواجه خطرا كبيرا، يتمثّل في انهيار النظام الإنساني. الوضع يتدهور بسرعة نحو كارثة قد تكون لها تبعات لا رجعة فيها على الفلسطينيين وعلى السلام والأمن في المنطقة".

"أقوى أسلحته".. ما "المادة 99" التي طالب الأمين العام بتفعيلها لغزة؟

نصّ المادة

تنصّ المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة على أنّ "للأمين العام أن ينبّه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنّها قد تُهدّد حفظ السلم والأمن الدوليين".

اقرأ أيضًا: اقتصادي لـ”الوئام”: ارتفاع الأسعار والتضخُّم الحاد في المعروض سبب غلق المطاعم

ما تلك المادة الدستورية؟

- تختصّ بالسلام والأمن الدوليين حول قضية مُعيّنة أو كارثة فشل فيها المجتمع الدولي.

- تمنح الأمين العام سُلطة لفت انتباه مجلس الأمن للضغط على الأعضاء واتخاذ إجراء حاسم.

- تُعدّ مِن أقوى وآخر الأسلحة الدبلوماسية في يد الأمين العام للأمم المتحدة.

ماذا يعني تفعيلها؟

- تحوُّل الأمين العام مِن مسؤول إداري لمسؤول يتمتّع بمسؤولية سياسية واضحة.

- يدفع أعضاء المجلس إلى التركيز على دورهم في منع نشوب صراعات دولية كارثية.

أسباب تفعيلها؟

- اقتراب الأمم المتحدة من نقطة الشلل التام لعملياتها الإنسانية في غزة.

- فشل مجلس الأمن في التوصّل لتسوية أو هدنة في ظل سقوط آلاف الضحايا.

رد الفعل

- الجامعة العربية وصفت الخطوة بالدليل على كارثية الموقف في غزة.

- إسرائيل أعلنت رفضها لمحاولات وقف إطلاق النار.