أكاديمي روسي لـ”الوئام”: السعودية عزّزت مكانتها الدولية والشراكة مع موسكو وصلت لمستوى قياسي

اتفقت المملكة العربية السعودية وروسيا على تعزيز التعاون الدفاعي الذي يهدف إلى "دعم المصالح المشتركة للبلدين"، جاء ذلك في بيان مشترك بين الجانبين، عقب زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى المملكة.

وأشاد الجانبان بنمو حجم التجارة في العام 2022 بمعدل 46% مقارنة بالعام 2021، منوّهيْن بحجم المصالح الاقتصادية المشتركة بين البلدين، ومؤكدين عزمهما مواصلة العمل المشترك على تعزيز وتنويع التجارة بينهما، والعمل على تكثيف التواصل بين القطاع الخاص في البلدين.

مِن جانبه، قال الرئيس الروسي إن بلاده لديها علاقات راسخة وجيدة مع المملكة على صعيد السياسة والاقتصاد والمجال الإنساني؛ مؤكدا أنه على مدى السنوات السبعة الماضية وصلت العلاقات بين روسيا والسعودية إلى مستوى غير مسبوق.

المملكة حليف قوي

تعليقًا على الزيارة وعمق العلاقات بين الجابين، يقول ألكسندر هوفمان، المستشار الروسي في الاتصالات والسياسات الاستراتيجية: "أولا، تجدر الإشارة إلى أن السلطات السعودية، على مدى السنوات العشرة الماضية تقريبا، دأبت على تعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية؛ وقد رسّخت الرياض مكانتها كلاعب عالمي في عدد من المجالات، مثل الطاقة العالمية والاستثمار التنموي والعلاقات الدينية والسياسية. وبناءً على ذلك، زادت قدرة الجانب السعودي على التأثير على العمليات الدولية بشكل كبير".

ويُضيف ألكسندر هوفمان، في حديث خاص لموقع "الوئام"، أنه "طوال هذه الفترة، تحسّنت وتعزّزت علاقات المملكة مع القوى العالمية الأخرى؛ مثل روسيا والصين والهند بشكل كبير، بجانب الانفراج الذي طال انتظاره في العلاقات مع قوة إقليمية أخرى، إيران، التي تعد بأن تكون مفيدة لكلا الجانبين ولازدهار المنطقة ككل".

أما بالنسبة إلى زيارة بوتين إلى المملكة العربية السعودية ولقاء الرئيس الروسي ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان آل سعود، يوضّح المستشار الروسي في الاتصالات والسياسات الاستراتيجية، أن "جدول أعمال هذا الحدث يؤكّد مرة أخرى مدى تعزيز مكانة الرياض العالمية".

ويتابع ألكسندر هوفمان: "نحن هنا نتحدّث عن تنسيق السياسات في سوق الطاقة العالمية، وتوسيع فرص التعاون داخل بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون (التي انضمّت إليها المملكة كشريك)، وتطوير وجهات نظر مشتركة حول التحديات والتهديدات على المستويين العالمي والإقليمي".

روسيا وحسابات خاصة مع المملكة

فيما يخص الحرب في غزة، يُشير هوفمان إلى ضرورة النظر للموقف المشترك بين الجانبين حيال الأزمة وضرورة حل الدولتين وفقا للقرارات الدولية، فمن المهم جدا لروسيا الحفاظ على حوار متساوٍ وتطوير شراكات مع القوى الرائدة في الشرق الأوسط، في السياق الأوسع للعالم الإسلامي أو الأمة.

ويرى هوفمان، خلال حديثه، أن "هناك عوامل عديدة مشتركة بين موسكو والمنطقة فيما يخص القيم والنهج والرؤى المشتركة لحل المشاكل العالمية، كما أن الكرملين يقدّر بشكل خاص سياسة المملكة المتوازنة والإيجابية، التي تهدف إلى التنمية الداخلية وتحسين المنطقة".

ويتابع المتحدّث ذاته: "تظهر القرارات المهمة الأخيرة التي اتخذتها الرياض في السياسة الخارجية، مثل الانضمام إلى مجموعة بريكس والتقارب مع منظمة شنغهاي للتعاون، رغبة السلطات السعودية في توسيع وعولمة قدراتها السيادية".

"إن دور المملكة متعدّد الأبعاد كقوة رائدة في العالم الإسلامي والعربي وقوة عظمى في مجال الطاقة ومستثمر عالمي، تقود نحو تنويع أكبر للشراكات الدفاعية والأمنية"، وفق ألكسندر هوفمان.

ويختتم حديثه بقوله: "وبالنظر إلى تحسّن العلاقات مع طهران، فإن التغلّب على التناقضات في الشرق الأوسط وإقامة سلام مستقر ودائم في المنطقة، يمثّلان أولوية للسياسة السعودية، وفي هذا، تتوافق مصالح المملكة تماما مع الرؤية الروسية".

وفي ختام الزيارة، أعرب الرئيس الروسي عن شكره وتقديره لولي العهد، على ما لقيه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة.