خبراء لـ”الوئام”: تراخي الغرب وواشنطن سبب تهديدات الحوثي للملاحة الدولية

اليمن- خاص- الوئام

شهدت حركة الملاحة الدولية موجةً مِن التوترات خلال الأسابيع الأخيرة، حيث بحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، الدكتور أحمد بن مبارك، أمس السبت، مع المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينج، مستجدّات استئناف عملية السلام في اليمن وتهديدات جماعة الحوثي لأمن الملاحة الدولية وتأثيراتها على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وفي أحدث تهديد، أعلنت مليشيا الحوثي استهداف سفينة نرويجية متَّجهة إلى إسرائيل بصاروخ بحري؛ مِن جانبها، أكّدت الحكومة اليمنية رفضها المطلَق لأعمال القرصنة البحرية التي تُنفّذها المليشيا الحوثية بدعم كامل من النظام الإيراني في المياه الإقليمية اليمنية.

القفز من سفينة الأزمات

في السياق، وتعليقا على أحدث التطوّرات فيما يخص الملاحة الدولية بالبحر الأحمر، يقول المحلل السياسي والمستشار في المنازعات الدولية، سعد عبدالله الحامد، إن "المتابع والمراقب للوضع الحالي في منطقة البحر الأحمر، يجد أن هناك حالة من الإصرار الحوثي على التصعيد".

المحلل السياسي سعد الحامد
المحلل السياسي سعد الحامد

ويُضيف سعد الحامد، في حديث خاص لموقع "الوئام"، أن "التصعيد الحوثي الحالي هدفه الأول هو الهروب من الأزمات التي تعاني منها المليشيا على المستوى الداخلي؛ سواء أكان شعبيا أو عسكريا أو إنسانيا".

ويؤكّد المحلل السياسي سعد الحامد أن "جميع أزمات اليمن، سواء الإنسانية أو تدمير البنية التحتية، تتحمّل مسؤوليته مليشيا الحوثي، التي تجد في أزمة غزة الحالية الوقت المثالي للخروج من تلك الأزمات، والحصول على دعم شعبي، وتجميل صورتهم تحت ستار الدفاع عن القضية الفلسطينية".

ويُرجع سعد الحامد، أسباب القرصنة وتهديد الملاحة الدولية في منطقة استراتيجية مثل البحر الأحمر ومضيق باب المندب، إلى تراخي الغرب وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في التعامُل مع الملف الحوثي بقوّة وردع على مدار السنوات الماضية.

مِن جانبه، يقول المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، إنّ "تحرّكات الحوثي هدفها إحداث نوعٍ من أنواع الدعاية وغسيل السّمعة، مُستغلّةً الأحداث في غزة واللعب على المشاعر فقط".

ويُضيف محمود الطاهر أن "مليشيا الحوثي فقدت السيطرة والشعبية في الداخل اليمني، فهي تُحاول الآن استغلال أي موجةٍ من التوتّرات، بالأخص القضية الفلسطينية، للمتاجرة بها، من أجل أهداف وأجندات في الداخل اليمني، بل والعربي والإسلامي أيضا".

المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر
المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر

ويتساءل المحلل السياسي اليمني، في حديث خاص لموقع "الوئام"، عن "عدد الصواريخ والمسيّرات التي أصابت إسرائيل من جانب الحوثي؟ والإجابة: لا يوجد، فجميع تلك الضربات والإعلان عنها نوع من التجارة، فجميعها تسقط في البحر دون فائدة، لكن مُخطّط الحوثيين إضافة شرعية جديدة لشعاراتهم، وهي أنّهم يدافعون عن القضية الفلسطينية وسكان قطاع غزة، وهذا غير الواقع تماما".

ويُشدّد المُتحدّث ذاته على ضرورة إطلاق يد الحكومة اليمنية في مواجهة الإرهاب الحوثي، وعمليات القرصنة التي تحدث وتهدّد أمن جميع دول البحر الأحمر، وليس اليمن فقط، بل تهدّد أوروبا أيضا التي تعطّلت مصالحها، وتابع: "حذّرنا مرارا من خطورة الحوثي وسلاحه وتهديده للملاحة الدولية".

ردع عاجل

طالب المحلّل السياسي اليمني بضرورة تنفيذ عملية ردع عاجلة لتلك التهديدات، مِن خلال إطلاق يد الجيش اليمني في السيطرة على الموانئ، وبالأخص الحديدية، لمنع وشلّ قدرات الحوثي وعملية الابتزاز الدولي التي تتم من خلال كارت الملاحة الدولية.

في تلك الزاوية، يُتابع المحلل السياسي سعد الحامد، في حديثه: "منذ قدوم بايدن تساهلت الإدارة الأمريكية ورفعت العقوبات بشكل كبير عن الجانب الحوثي، الأمر الذي مكّن تلك المليشيا من بناء قدرات تمكّنها من تهديد الملاحة الدولية وتنفيذ عمليات قرصنة تهدد مصالح الغرب بالكامل في تلك النقطة الجيوسياسية المهمة".

واستبعد سعد الحامد أن "تدخل واشنطن في مواجهة مباشرة مع الحوثيين أو فتح جبهة جديدة من التوتر في اليمن، فالإدارة الأمريكية الآن محاطةٌ بالكثير من الأزمات والملفات، كالحرب الروسية وحرب غزة، بجانب الانتخابات الرئاسية، في ظل تراجُع شعبية بايدن".

كانت الحكومة اليمنية أكّدت أن هذه الهجمات الإرهابية هي نتيجة طبيعية لتخلّي المجتمع الدولي عن مسؤولياته في ردع هذه المليشيا المارقة، التي شنّت على مدى السنوات الماضية عمليات سطو مسلح واعتداءات بحرية مفخّخة ضد سفن تجارية من مختلف الجنسيات ومنشآت نفطية ومصالح وطنية وأعيان مدنية في دول الجوار.

ودعت الدول المطلّة على البحر الأحمر إلى التحرّك العاجل لمواجهة هذا العبث الإيراني بأمن المنطقة، وحرية الملاحة الدولية في واحدٍ من أهم الممرّات التجارية في العالم.