‏بروتوكولات حكَّام اليسار الأمريكي

تركي حمدان
تركي حمدان

تركي حمدان

‏شاعر وكاتب سعودي. عمل صحفياً ومحرراً في عدة مؤسسات إعلامية. صدر له ديوان "موسيقى"

عند الحديث عن التيار المتحكم بالحزب الديمقراطي يبدو مصطلح "اليسار الجديد" أو المتطرف ليس دقيقاً في توصيفه لذلك التيار، فالمصطلحين قديمين ولهما تاريخ نمو "طبيعي" من الممكن تتبعه وإيجاد الكثير من المراجع لفهمه وتشخيصه؛ أما التيار الذي يتحكم حالياً بقادة الحزب فهو عبارة عن مزيج من التكتلات الثقافية والإعلامية والإقتصادية، مزيجٌ تَشَكَّل في العقود القليلة الماضية ومازال في نمو؛ والثابت والملفت هنا أن هذا المزيج/التيار ليس على صلة راسخة أو حقيقية بالفكر اليساري بل أنه لا يرى في الحزب الديمقراطي سوى مطية لتنفيذ أجندته.

‏من المنصف القول بأن أقطاب ذلك التيار الذي يحرك اليسار الأمريكي برع كلٌ في مجاله حتى سيطر تماماً على الحزب الديمقراطي إلّا أنّ هذا التيار يفتقر إلى قيادة سياسية واعية قادرة على التصرف باتزان، حتى الشخصيات السياسية المتصدرة للمشهد في قيادة الحزب والتي من المفترض أنها ذات خبرة كافية تقيها من السقطات الكبرى، تبدو راضخة تمامًا لجموح ورعونة قادة تلك التكتلات.

المقلق في أمر هذا التيار أنه يقوم على "مبادئ" ليس من الخطأ -ولا هو بالمبتذل أبداً- القول بأنها مبادئ ٌ هدامة، أما المخيف في أمرها فهو عدم تورع قادة هذا التيار عن عمل كل ما يمكن -بلا أي سقف أخلاقي أو قانوني- في سبيل تحقيق أهدافهم، وعبارة "كل ما يمكن" تأخذ هنا معناها حرفياً.

وكنت قد كتبت قبل أكثر من عام أن هذا التيار إن استمر في نموه وسيطرته على القرار الأمريكي وبذات السياسة التي أعلنها وانتهجها فإن العالم مقبل بلا شك على حقبة من الفوضى الدامية؛ ولعل الحرب الروسية/الغربية والفظائع الجارية في غزة وغيرها شواهدٌ على الطريقة المستهترة التي ينظر بها هذا التيار إلى العالم وعلى الطريق المدمرة التي يسلكها في التعامل معه. وبذكر أحداث غزة، واستطراداً أجد من المفيد التأكيد على أن التأييد والدعم الذي تقدمه الحكومة الأمريكية لإسرائيل لا يعني أن للأخيرة مكانتها الخاصة كما كان سابقاً، فهي بنظرهم مجرد دولة كغيرها من الدول، العلاقة معها مؤقتة تنقضي بانقضاء المصلحة منها.

‏أما عن نظرتهم للأديان وللأخلاق فيطول الحديث عنها ويتشعبُ بما هو أكثر بشاعةً وعتمة.

أخيراً، أضع هنا بعضاً مما أسميتهُ "بروتوكولات حُكَّام اليسار الأمريكي":

  • لا وجود لمقدس،كل شيء نسبي ومؤقت.
  • في مجتمع العقيدة النابذة للعنف، ادعم المتطرفين والمنشقين وأضعِف الدولة.
  • في مجتمع العقيدة المفرزة للعنف، حيّد المتطرفين والمعارضين واحم الدولة.
  • انشرالفوضى.
  • قسِّم المجتمع إلى أقليات، والدول إلى دويلات.
  • مسعاك في هدْم الأسرة أولوية.
  • أعد صياغة المفاهيم الأخلاقية لدى المجتمعات بحيث يصبح المستقبحُ مقبولاً والجميلُ قبيحاً ومؤذياً.
  • كلُ من ليس معنا يجب أن يدمر سواءً أكانت دولاً أو كيانات أو افراد.
  • سخِّف الإيمان؛ عظِّم الملحد، بشِّر باللادين.
  • لا تهدم الأديرة، أغو الرهبان.