أكاديمي بجامعة أم القرى لـ”الوئام”: السعودية تستحوذ على ثقة العالم وتوازن علاقاتها الدولية

ولي العهد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين
ولي العهد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين

الوئام- خاص

توقّعت وكالة "ستاندرد آند بورز غلوبال" انتعاش نمو اقتصاد السعودية في العام المقبل إلى 2.7% في 2024.

وأضافت الوكالة، في تقرير بشأن الأسواق الناشئة، أن النمو في السعودية تراجع في العام الجاري بسبب تخفيضات إنتاج النفط التي تنفّذها المملكة ضمن تحالف "أوبك+" الذي يضم منظمة البلدان المصدّرة للبترول "أوبك"، من بينها روسيا.

والسعودية حاصلة على تصنيف عند (A) مع نظرة مستقبلية مستقرة من وكالة التصنيف الائتماني. ونما اقتصاد المملكة، أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إلى 8.7% العام الماضي.

إقرا أيضًا: “ستاندرد آند بورز” تؤكد تصنيف السعودية عند “A/A-1” مع نظرة مستقبلية “مستقرة”

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في بيان مشترك بعد اجتماعهما، كل الدول الأعضاء في "أوبك+" إلى الانضمام لاتفاق المجموعة على خفض إنتاج النفط، وقالا إن ذلك يصب في مصلحة الاقتصاد العالمي.

وذكر البيان أن روسيا والسعودية، اتفقتا على أهمية تعزيز التعاون في مجال النفط والغاز، بما يشمل إمدادات المعدات، وذلك خلال الزيارة التي قام بها بوتين إلى الرياض ووجدت صدى دوليا واسعا.

في السياق، يقول الدكتور عبدالحفيظ محبوب، المحلل السياسي وأستاذ الجغرافيا السياسية والاقتصادية بجامعة أم القرى سابقا، إن "زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى السعودية، لم تكُن زيارة عادية، بل جاءت بمثابة تدشين لمرحلة نظام عالمي متعدّد الأقطاب، وهو النظام الذي أصبح حقيقة، فروسيا التي ستترأس مجموعة "بريكس" عدد سكانها 3.2 مليار نسمة، أي ما يعادل 42% من إجمالي سكان العالم، مقابل 800 مليون نسمة لمجموعة السبع، وحجم اقتصاد الصين وحدها يفوق 6 من اقتصادات مجموعة السبع، وهي (ألمانيا وإيطاليا واليابان وكندا وفرنسا وبريطانيا)".

الدكتور عبدالحفيظ محبوب
الدكتور عبدالحفيظ محبوب

ويُضيف المحلل السياسي، في حديث خاص لموقع "الوئام": "كما تمتلك بكين مشروعات طموحة؛ مثل "الحزام والطريق" الذي بحاجة إلى بناء بنية تحتية، تصل قارات آسيا بإفريقيا وأوروبا، وخططت الهند لتطوير 100 مدينة ذكيّة مرتبطة بقطارات سريعة، بينما تسعى روسيا إلى بناء الشرق الأقصى كجسر اقتصادي جديد بين أوروبا وآسيا من خلال المناطق الاقتصادية الخاصة المتقدّمة".

بديل الدولار

يُوضِّح عبدالحفيظ محبوب أنّ "دول الجنوب العالمي اتّخذت خطوات لإدخال بدائل لنظام التجارة القائم على الدولار، إذ اتّفقت الصين والبرازيل على الانخراط في تجارةٍ عبر الحدود باستخدام عملاتها الخاصّة، متجاوزتين نظام الدولار، وكذلك روسيا والهند".

كما يُشير المتحدّث ذاته إلى أن "منتدى "بريكس" أصبح منتدى لمعالجة القضايا العالمية الحرجة؛ مثل التجارة والتمويل وتغيّر المناخ وأمن الطاقة، ومقاوم لسطوة الغرب على مفاصل اقتصادية رئيسية؛ كالدولار عملة التجارة والاحتياطي الأولى عالميا، مما سينعكس على مشاركة السعودية لهذه المجموعة لتعميق التعاون في مجال الطاقة وتحقيق التكامل الاقتصادي، ويصبّ أيضا في تحقيق التوازن في علاقاتها الدولية وتنويع شراكاتها".

بوتين.. الضّيف العزيز

أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة أم القرى سابقا، يُؤكّد أن "بوتين أتى إلى السعودية الدولة القائدة، ليس في المنطقة العربية وإنما في العالم، واعتبره ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ضيفا عزيزا عليه وعلى السعودية، لتعزيز المصالِح المشتركة بين البلدين، لا سيما بعدما فرضت السعودية لها مكانة دولية، ففي مقولة سابقة للرئيس بوتين قال: السعوديون لا يخدعون ولا يغشون، وإن قالوا يفعلون، ما يعني أنّ السعودية اكتسبت ليس فقط ثقة بوتين، بل ثقة العالم".

ويختتم الأكاديمي عبدالحفيظ محبوب حديثه، قائلا: "لم تستطِع أي دولة غربية إبعاد السعودية عن روسيا منذ بداية حرب أوكرانيا، لا سيما أنّ الرياض التزمت موقف الحياد، وعملت على قيادة دفّة التفاوض، ولعبت دورا محوريا في ملف الأسرى بين موسكو وكييف".

إقرا أيضًا:

“ستاندرد آند بورز” تتوقع تحسن نمو الاقتصاد السعودي في العامين المقبلين