2024 عام الإبل.. انتصار ثقافي للهوية السعودية

خص الله -عز وجل- الإبل من بين مخلوقاته ليكون النظر والتأمل فيها مدخلا إلى الإيمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه.

وترسخ الاهتمام بالإبل في الثقافة السعودية والعربية والإسلامية بوصفها موروثا أصيلا متميزا، شكل للمملكة مصدر اعتزاز ومكون أساسي في حضارتها وتاريخها، حتى أصبحت صفات الإبل وخِلالها مضرب الأمثال في النصوص الأدبية والأشعار.

ووافق مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، اليوم خلال جلسته على تسمية عام 2024 بـ "عام الإبل"؛ للاحتفاء بالقيمة الثقافية الفريدة التي تمثلها الإبل في حياة أبناء الجزيرة العربية، وتأصيل مكانتها الراسخة، وتعزيز حضورها محليا ودوليا.

ويحتفي العالم في 22 يونيو من كل عام باليوم العالمي للإبل، الذي أقرته الأمم المتحدة ضمن أيامها العالمية، للتذكير بالإبل كونها كائنا فريدا رافقت الإنسان منذ آلاف السنين، وموروثا ثقافيا وتراثيا واقتصادي مرتبطا بالثقافات العربية القديمة.

وتولي المملكة مجهودات كبيرة ومستمرة تعزيزا لتنمية قطاع الإبل والعناية به وتنميته وتطويره وإبراز أهميتها في التنمية الاقتصادية والأمن الغذائي، وكذلك التعاون في الحفاظ على الهوية الوطنية وتعريف الأجيال بتراثهم وعراقتهم، وتعريف العالم بهذا المكون التاريخي الهام.

ويقتني العربي الإبل مدعاة للفخر وحفاظا على التراث وإحياء لتقاليد الآباء والأجداد على مر العصور، بالإضافة إلى الحرص على الحفاظ بالسلالات المميزة منها وزيادة أعدادها.

ومن أشهر أنواع الإبل المجاهيم وتسمى بالإبل النجدية، والمغاتير أو الوضح، وكذلك الشقحاء والشعلاء والصفر والحمر وألأوارك، وتقدر أعداد الإبل في العالم بنحو 25 إلى 30 مليون رأس، منها 20 مليون رأس من الإبل وحيدة السنام.

ونظرا لما تمثله الإبل من أهمية ثقافية وتاريخية للسعودية، باشر نادي الإبل منذ تأسيسه بأمر ملكي في عام 2017؛ إطلاق فعاليات لتثقيف المجتمع بأهمية الإبل وتعظيم العناية بهذا القطاع ودعم الصناعات المتعلقة به بوصفه مصدرا اقتصاديا وثقافيا للسعودية، وذلك عبر مبادرات وبرامج متنوعة تنفذها الوزارة بالتعاون مع شركائها لتنمية قطاع الإبل وزيادة مستوى مساهمته في التنمية الوطنية، وتشجيع المحافظة على السلالات والأوصاف المتميزة في عالم الإبل وتنميتها.

ويعمل نادي الإبل في المملكة على إطلاق مجموعة من الأنشطة والفعاليات على مدار العام، مهرجانات المناطق التي حرص من خلالها نادي الإبل على ربط أبناء المنطقة بموروثهم، حيث يعد مهرجان الملك عبد العزيز للإبل أحد أبرز المهرجانات التي تقام في المملكة، وحدثا سنويا يجمع عشاق الإبل من جميع أنحاء المملكة والعالم.

ويهدف مهرجان الملك عبد العزيز للإبل إلى تعزيز الوعي بأهمية الإبل والثقافة البدوية في المملكة، وتشجيع الاستثمار في صناعة الإبل ودعم المربين والمزارعين بالإضافة إلى تعزيز السياحة الثقافية وتعريف رواد المهرجان بتراث المملكة وجمال ثقافتها البدوية.

إقرا أيضًا:

مجلس الوزراء يوافق على تسمية عام 2024م بـ”عام الإبل 2024″