بدأت وزارة العدل الأمريكية تحقيقاتها المتعلقة بمكافحة الاحتكار مع شركة آبل، وذلك على خلفية إغلاق تطبيق مراسلة Beeper Mini المخصص لنظام أندرويد، وفق ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز.
كان Beeper Mini يتيح لمستخدمي أندرويد إرسال رسائل إلى أجهزة آيفون دون الحاجة إلى إنشاء حساب خاص بشركة آبل. وكانت الرسائل المرسلة من خلال التطبيق تظهر في تطبيق الدردشة iMessage على هواتف الآيفون.
ومنعت آبل التطبيق بعد ثلاثة أيام فقط من إطلاقه، مبررة ذلك بتغييرات تقنية في iMessage. وعلى الرغم من استعادة شركة Beeper الخدمة بشكل مؤقت، إلا أنها اتخذت فيما بعد قرارًا بإغلاق التطبيق، معتبرة أنها لا تستطيع التنافس مع الشركة الكبيرة.
تجذب هذه التطورات انتباه وزارة العدل الأمريكية، التي فتحت تحقيقًا جديدًا في القضية. ويأتي هذا التحقيق في سياق تحقيق أوسع بدأته الإدارة قبل أربع سنوات لتقصي مدى تفوق آبل على المنافسين فيما يتعلق بتطبيقاتها.
كما اجتمع مؤسس شركة Beeper، إريك ميجيكوفسكي، مع محامي مكافحة الاحتكار بوزارة العدل في ديسمبر الماضي. وقد طلبت مجموعة من المشرعين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بعد ذلك من الوزارة التحقيق في إمكانية انتهاك آبل لقوانين المنافسة.
تزعم آبل أن إغلاقها لتطبيق Beeper Mini كان بسبب مخاوف أمنية، حيث زعمت أن التطبيق يشكل تهديداً سيبرانياً. وركزت الشركة على استغلال التطبيق لتقنيات تستند إلى بيانات تسجيل الدخول المزيفة، مما يشكل خطراً على سرية المستخدمين ويفتح الباب أمام هجمات التصيد.
تشير المعلومات إلى أن لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية قد تدرس أيضاً الوضع، مع تصاعد الاهتمام بقضية Beeper Mini. وأكدت اللجنة أهمية تقييم مطالبات الخصوصية والأمان في سياق المنافسة، مشيرة إلى دورها الفريد كوكالة تطبق قوانين المنافسة وتحمي حقوق المستهلك.
تبرز الجدل حول عدم تفاعل iMessage مع خدمات الدردشة الخارجية، وهو ما يثير اهتمام واستفسارات واضعي السياسات في الاتحاد الأوروبي. وفي العام الماضي، أقر المشرعون في الاتحاد جزءًا من تشريع مكافحة الاحتكار يلزم المنصات الرقمية بالسماح بالتشغيل البيني، مما يسمح للمستخدمين بتبادل الرسائل مع خدمات منافسة كـ Beeper Mini.
وتحاول آبل التهدئة للمنظمين من خلال خطواتها لجعل أجهزة الآيفون متوافقة مع بروتوكول المراسلة RCS في المستقبل، والذي سيسمح بتبادل الرسائل بين مستخدمي الآيفون وأندرويد. ومع ذلك، لا يزال غامضًا ما إذا كانت آبل ستدمج هذا البروتوكول في iMessage أو ستتبع طرقًا مختلفة لتحقيق التوافق.