33 عامًا على حكاية تيم بيرنرز لي و”الويب”

تيم بيرنرز لي
تيم بيرنرز لي

ربما نعيش الآن تطورًا مذهلًا في تقنيات الإنترنت وتكنولوجيا تبادل المعلومات وصولًا إلى Chat-gpt وتقنيات الذكاء الاصطناعي، لكن يكفي أن نذكر أن ذلك لم يكن ممكنًا أبدًا لولا اسم وتاريخ كانا البداية لما نحن فيه الآن من تقدم معلوماتي. أما الاسم فهو تيم بيرنرز لي مهندس البرمجيات وعلوم الحاسوب الإنجليزي، وأما التاريخ فهو 25 ديسمبر 1990؛ تاريخ إطلاق نظام "الويب" لأول مرة في التاريخ.

كيف كان الوضع قبل 25 ديسمبر 1990؟

قبل ابتكار الويب، كانت وسائل التواصل وتبادل المعلومات تعتمد بشكل أساسي على وسائل التقليدية وتقنيات محددة. بعض الجوانب التي كانت سائدة قبل ظهور الويب تشمل:

البريد الإلكتروني:

- كان البريد الإلكتروني متاحًا ولكن بشكل محدود، وكان يستخدم بشكل أساسي في البيئات الأكاديمية والعسكرية والحكومية.

- كان يتطلب استخدام بروتوكولات خاصة وكانت الاتصالات غالبًا ما تكون محدودة داخل الشبكات المغلقة.

المنتديات الرقمية:

- كانت المنتديات ومجتمعات النقاش الرقمية وسيلة شائعة لتبادل المعلومات والآراء عبر الشبكات البسيطة.

- كانت هذه المنصات تعتمد على النصوص والمناقشات النصية بدلاً من الوسائط المتعددة والتفاعل البصري.

نقل الملفات:

- كان نقل الملفات بين الأجهزة يتم عبر بروتوكولات مثل FTP (File Transfer Protocol)، وكان ذلك غالبًا محدودًا لمجتمعات معينة.

الأنظمة المغلقة:

- الأنظمة المغلقة كانت شائعة في الأعمال والبحوث الأكاديمية، حيث كان لديك تطبيقات تعمل على أنظمة محددة وغالبًا ما تكون معزولة عن بقية العالم.

الإعلام التقليدي:

- الإعلام التقليدي مثل الصحف والراديو والتلفزيون كانت هي الوسائل الرئيسية للحصول على المعلومات.

ومع ظهور الويب، تغيرت هذه الديناميات بشكل جذري، حيث أتاح الويب للأفراد والمؤسسات نشر المعلومات والتفاعل بشكل أسهل وفعّال.

من أبحاث النووي.. كيف بدأ الويب؟

تبدأ حكاية "الويب" مع قرار المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية CERN تطوير أنظمة التحكم بمسرع الجزئيات في مركز الأبحاث في ضواحي جنيف. وقتها، كان تيم بيرنرز لي بحاجة لتصنيف واسترجاع البيانات والملفات المتفرقة حول أنظمة التحكم المستخدمة، فطور برنامجًا صغيرًا يحمل اسم Enquire الذي يتيح التجول بين الملفات المحفوظة بين أنظمة مختلفة، عن طريق استخدام الروابط الفائقة HyperText.

وفي 12 أو 13 من مارس 1989، قدم "بيرنرز لي" دراسة لرئيسه، يقترح فيها تنظيم إدارة المعلومات في النظام المعلوماتي الخاص بالمنظمة، وأرفق الاقتراح برسالة إلكترونية يشرح فيها المشروع. ثم في مايو 1990 تم اعتماد تسمية World Wide Web لمشروع تيم بيرنرز لي، وبدأ فريق من الباحثين معه ومساعده روبرت كاييو العمل على تطوير التقنيات الأساسية لمواقع الإنترنت:

URL : Uniform Resource Locator عناوين الويب

HTTP : Hypertext Transfer Protocol  ميثاق نقل النصوص التشعبية لنقل البيانات على الشبكة.

HTML : HyperText Markup Language لغة ترميز النصوص التشعبية لإنشاء صفحات المواقع.

الإنترنت.. من المختبرات إلى العالم

وفي 25 ديسمبر 1990، ولدت الشبكة العالمية مع أول موقع إنترنت Info.cern.ch. هذه الخطوة الجريئة التي أسهمت في تحديد مستقبل التكنولوجيا وتبادل المعلومات. بينما في أبريل 1993، أطلقت CERN أول موقع إنترنت مفتوح للعامة، وقدمت تكنولوجيا الإنترنت والشيفرة المصدرية مجانًا، ما جعلها نموذجًا ومعيارًا عالميًا.

وفي أكتوبر من العام 1994، أسس تيم بيرنرز لي W3C، وهي منظمة تعمل على وضع قواعد ومعايير الويب الأساسية، حيث تغيّرت طريقة التواصل في العالم إلى الأبد، ولا يزال تطورها متواصلًا دون توقف.

في أكتوبر من العام 1994، أسس تيم بيرنرز لي W3C
في أكتوبر من العام 1994، أسس تيم بيرنرز لي W3C

ما الفارق بين الإنترنت والويب؟

إن الويب (World Wide Web) والإنترنت (Internet) هما مصطلحان يُستخدمان في سياق التكنولوجيا وتبادل المعلومات، ورغم أنهما يرتبطان ببعضهما البعض، إلا أنهما يعبران عن مفاهيم مختلفة؛ فالإنترنت (Internet)، هو ببساطة شبكة عالمية تربط ملايين الأجهزة الحاسوبية والشبكات معًا، يُمكن الوصول إليها باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات والاتصالات، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب والأقمار الصناعية، وهو يمثل البنية التحتية لتمكين تبادل المعلومات بين الأجهزة والشبكات عبر العالم.

وقد بدأ الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1969 تحت اسم ARPANET -  Advanced  Research Projects Agency Network لربط الجامعات ومؤسسات الأبحاث بعضها ببعض عن طريق أجهزة الكمبيوتر.

فيما يُعرف الويب (World Wide Web) بجزء محدد من الإنترنت، وهو عبارة عن مجموعة من الصفحات والمواقع المترابطة عبر روابط فائقة النصوص (HyperText)، تعتمد على مجموعة من التقنيات مثل HTTP (Hypertext Transfer Protocol) و HTML (Hypertext Markup Language) لنقل البيانات وتنسيق المحتوى على الصفحات، بما يمكن المستخدمين من تصفح والوصول إلى المحتوى الرقمي، والتفاعل مع التطبيقات والخدمات عبر المتصفحات.

وببساطة، يُمكن اعتبار الإنترنت بمثابة الطرق والتحولات التي تسمح بربط الأجهزة والشبكات عبر العالم، بينما يُمثل الويب جزءًا خاصًا من هذه البنية يتيح للمستخدمين تصفح والتفاعل مع المحتوى عبر المتصفحات.