دبلوماسي موريتاني لـ”الوئام”: تمويل السعودية مشروع “أركيز” يعزّز الأمن الغذائي

السفير محمد سالم الصوفي
السفير محمد سالم الصوفي

الوئام- خاص

تتمتَّع العلاقات السعودية الموريتانية بخصوصية مميّزة؛ كامتداد طبيعي للعلاقات التاريخية بين بلدين عربيين وإسلاميين، وسط تطلّعات أن تمتدّ محطات التعاون بين البلدين إلى آفاق أرحب مِن التقارب البنّاء والمثمر في 2024، حيث تصنّف المملكة أكبر مموّل للمشروعات التنموية في موريتانيا، وأكثر المموّلين سخاء في شطب الديون ومنح القروض الميسّرة.

في سياق متّصل، أعلن الصندوق السعودي للتنمية، الأحد، افتتاح مشروع "أركيز" الزراعي بموريتانيا، والذي يسهم الصندوق في تمويله بمبلغ 34 مليون دولار.

وقال الصندوق على منصة "إكس"، إن المشروع يهدف إلى تعزيز الأمن المائي والغذائي، وتمكين المستفيدين من الاكتفاء الذاتي، للإسهام في تنمية القطاعات الحيوية والتنموية الأخرى.

وأضاف أن ذلك سيتم من خلال استصلاح نحو 6700 هكتار من الأراضي الزراعية، ما يساعد على رفع كفاءة الطاقة الإنتاجية الزراعية، وتوفير فرص عمل ورفع كفاءة المنشآت المائية والري والصرف، وتأهيل الطرق وتوفير المعدّات الزراعية والمياه الصالحة للشرب للمزارعين.

مشروع زراعي في موريتانيا

يقول السفير محمد سالم الصوفي، المدير العام للمعهد الثقافي الأفريقي العربي والتابع لجامعة الدول العربية، إن "هذا مشروع بالغ الأهمية وسيساعد في تطوير الجهود المبذولة لتعزيز الأمن الغذائي في موريتانيا، ودعم الزراعة في بلد يستورد جل احتياجاته الزراعية، فضلا عن النقلة النوعية التي سيوفّرها هذا المشروع في المجال الزراعي، لا سيما في مناطق ترارزة القريبة من العاصمة نواكشوط التي تحتضن ما يناهز نصف سكان البلاد، وهذا في المحصّلة يجعل تمويل هذا المشروع خطوة استراتيجية مهمة في تاريخ موريتانيا".

ويُضيف السفير محمد سالم الصوفي، في حديث خاص لـ"الوئام"، أن "الصندوق السعودي للتنمية له حضور بارز في دعم سياسات التنمية في العديد من دول العالم، خاصة الدول العربية السائرة في طريق النمو".

في هذا الإطار، يؤكّد السفير محمد سالم الصوفي أن دور الصندوق ظل محوريا في المجالات الحيوية بالنسبة إلى الدول، لا سيما التي ترتبط بأمنها القومي، كالأمن الغذائي الذي هو قاطرة التنمية في جميع البلدان، سواءً العربية والإفريقية.

مشروع أركيز الزراعي بموريتانيا
مشروع أركيز الزراعي بموريتانيا

الدور التنموي السعودي

يذكُر الخبير الاقتصادي، السيد خضر، أن المملكة العربية السعودية ساعدت العديد من الدول في جهودها التنموية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك الأغلفة المالية التي تم التعهد بها في القمم التي احتضنتها الرياض منتصف نوفمبر المنتهي.

ويضيف السيد خضر، في حديث خاص لموقع "الوئام"، أن "مجالات التنمية مترابطة، وكلما تعززت جهود البنية التحتية وتوافر الاستقرار واتسم المناخ العام بالمرونة ووُجِدت التشريعات المحفزة على الاستثمار والعمل على ضخ الأموال في أوجه الاستثمار الخارجي وفتح مناخ جديد لخروج رؤوس الأموال للمساعدة في التنمية، حال توافر كل ذلك، فإن الاقتصاد سيتطوّر ويوفّر بيئة مناسبة للتنمية والاستثمار، وهو الحال الذي عليه الاقتصاد السعودي حاليا الذي بات ضمن أقوى اقتصادات العالم والمنطقة الشرق أوسطية".

إقرا أيضًا:

بتمويل من المملكة.. تدشين مشروع زراعي جنوبي موريتانيا بأكثر من 30 مليون دولار