خاص- الوئام

تجدّدت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، رغم التحالف الذي أعلنت عنه واشنطن تحت مسمّى "حارس الازدهار"، حيث شنّ الحوثيون عشرات الهجمات على سفن تجارية، بينما أعلنت البحرية الأميركية إحباط عددٍ من تلك الهجمات، عبر ضرب الصواريخ الحوثية أو المسيّرات التي تطلق من الأراضي اليمنية.

دفعت التوترات المتزايدة الأخيرة في البحر الأحمر شركات الشحن والنفط الكبرى إلى تعليق العبور عبر طريق التجارة البحرية الحيوي، مما أثار مخاوف بشأن تداعيات اقتصادية عالمية محتملة، لهذه الأسباب ولردع هجمات الحوثيين، قادت الولايات المتحدة تحالفا أمنيا دوليا متعدّد الجنسيات لحماية الملاحة الدولية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، أطلق عليه اسم "تحالف حارس الازدهار".

قناة السويس

تعدّ قناة السويس واحدةً من أهم الممرات المائية في العالم، ولها أهمية استراتيجية كبيرة في التجارة العالمية، حيث تربط بين البحر المتوسط والبحر الأحمر.

نتيجة للتهديدات الحوثية، أعلنت شركات شحن كبرى تحويل مسار رحلاتها التجارية إلى الدوران حول قارة أفريقيا، عبر مضيق رأس الرجاء الصالح، بدلا من المرور في قناة السويس، منها شركات "ميرسك"، و"سي إم إيه"، و"سي جي إم"، و"هاباغ لويد"، و"فرونت لاين".

وبالفعل، كشفت هيئة قناة السويس تحوّل 55 سفينة للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح، خلال الفترة من 19 نوفمبر حتى 17 ديسمبر الجاري، لكنها نسبة ضئيلة مقارنة بعبور 2128 سفينة مرّت بالقناة خلال نفس الفترة، حسب الهيئة.

في السياق، يقول الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس المصرية، إن "العديد من السفن غيّرت بالفعل وجّهتها لطريق رأس الرجاء الصالح، على الأقل 150 سفينة، نتيجة التهديدات الحوثية الأخيرة في البحر الأحمر، بجانب الإعلان أن تلك المنطقة أصبحت غير آمنة نتيجة تطوّر الأحداث".

يرى الدكتور أحمد لاشين، في حديث خاص لـ"الوئام"، أن "هناك عدة مسارات مصرية للتعامُل مع التهديدات في منطقة باب المندب، سواء أكانت عسكرية أو سياسية، وهناك بالفعل مفاوضات بكل تأكيد تجرى لعودة الوضع لطبيعته في القريب العاجل، نظرا للظروف الاقتصادية أيضا والتي لن تحتمل أي أزمة إضافية".

ويُضيف أستاذ الدراسات الإيرانية أن "جميع التحركات الحوثية في يد إيران، حتى لو أنكرت طهران ذلك أمام المجتمع الدولي، فالمفاوضات الحقيقية تتم مع إيران، خاصة مع وجود حالة من التفاهمات بين طهران والقاهرة في الوقت الحالي".

وحقّقت قناة السويس إيرادات بلغت 9.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022/2023، ويتوقّع أن تحقّق 10.3 مليار دولار خلال عام 2023، وفقا لبيان رسمي للرئاسة المصرية في 16 أكتوبر الماضي.