د. عبدالله الكعيد

يعيبون على من يجعل العقل جسرا يعبر من خلاله صاحبه نحو ضفاف اليقينيات، وبالمقابل لا مشكلة لديهم مع أصحاب المفاهيم الضحلة أولئك الذين عطّلوا قدراته وساهموا تبعا لذلك بشكل أو بآخر في تأزيم المجتمعات وإرباك الناس وتوريطهم بالمآزق.

حينما ميّز الخالق البشر بالعقل كقيمة ثمينة وخصهم بها عن بقيّة مخلوقاته أمر بتشغيله والحث على استخدامه في حياتهم، كما ورد ذلك في مواضع عدة من القرآن الكريم ليتدبّر الناس كل الناس عظمة هذا الكون وكشف اسراره كي لمعرفة أدوارهم الذي خُلِقوا من أجله عن يقين تام.

بالعقل يمكن التفريق ما بين الخير والشر. الحق والباطل. الصالح والطالح. النافع والضار. السويّ وغير السويّ. وللإنسان بعد أن تتبين له تلك الفوارق الاختيار ثم عليه تحمّل تبعات اختياراته تلك.

وحينما يجتمع فهم ضحل مع تعطيل لقدرات العقل لا يُستغرب غياب الرأي الصائب والكلمة الفصل. أما الحِكمة فتلك حكاية أخرى وكلام آخر.