أحمد فلمبان لـ”الوئام”: تسمية 2024 بـ”عام الإبل” دليل على تمسّكنا بالإرث الثقافي أمام العالم

ساعات قليلة تفصلنا عن عام 2024، الذي أطلقت عليه في المملكة، "عام الإبل"، تخليدا لرمزيّتها الثقافية والحضارية في التاريخ السعودي.

وثمّن الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، موافقة مجلس الوزراء، قبل أيام، على تسمية عام 2024 بـ"عام الإبل"؛ للاحتفاء بالقيمة الثقافية الفريدة التي تمثّلها الإبل في حياة أبناء الجزيرة العربية، وتأصيل مكانتها الرّاسخة، وتعزيز حضورها محليا ودوليا، باعتبارها موروثا ثقافيا أصيلا، ومكوّنا أساسيا في البناء الحضاري.

ورفَع وزير الثقافة، الشكر والامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على ما تحظى به الثقافة والمثقّفون من رعايةٍ كريمة، ودعمٍ غير محدود، منح الثقافة السعودية حقها من الاعتزاز والفخر، والاحتفاء بجذورها الراسخة وقيمها وعناصرها الثقافية الأصيلة، وتقديمها إلى العالم.

وستتولّى وزارة الثقافة الإشراف على "عام الإبل 2024"، وستعمل من خلاله على إبراز قيمة الإبل وارتباطها بالهوية السعودية، وذلك عبر مبادرات وبرامج متنوّعة، تنفّذها الوزارة بالتعاون مع شركائها، لتعزيز الجهود الوطنية لتنمية قطاع الإبل وزيادة مستوى مساهمته في التنمية الوطنية.

عام الإبل 2024

يقول الكاتب أحمد حسين فلمبان: "تسمية 2024 بعام الإبل، مبادرة رائعة رفعها وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، إلى مجلس الوزراء بتسمية العام المقبل بـ"عام الإبل"، وجاءت موافقة المجلس على ذلك بعد سنوات سابقة تمت خلالها تسمية الأعوام فيها برموز وعناصر ثقافية متميّزة، والتي كانت من عام الخط العربي سنة 2020، ثم عام القهوة السعودية عام 2022م، وهذا العام (2023) كان عام الشعر العربي، ومن ثم سيليه عام الإبل الذي نستقبله بعد ساعات".

ويُضيف أحمد فلمبان، في حديث خاص لـ"الوئام": "تسمية 2024 عام الإبل يدلّل على مدى اعتزاز القيادة السعودية وتوجّهاتها في ارتباط إرثنا وثقافتنا وحضارتنا التي نشأنا منها، وارتباط ذلك بالنقلة النوعية التي نعيشها منذ 5 سنوات تقريبا، بعد إطلاق رؤية المملكة 2030 وموافقة خادم الحرمين الشريفين ومتابعة مستمرة من قائد هذه الرؤية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان".

ويوضّح الكاتب ذاته في حديثه: "لا أنسى كذلك تلك الصورة الشهيرة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو يحضر مؤتمر دافوس العالمي، من خلال الاتصال المرئي في أثناء جلوسه أمام بيت الشعر في مدينة العلا، وكذلك أمر ولي العهد بتغيير سجادة المراسم الملكية من اللون الأحمر المعتاد إلى لون الخزامى الذي ينبت في صحراء المملكة".

ويتابع: "لذلك كل هذه المعطيات تشير إلى أننا شعبٌ لديه هوية وحضارة، ولا نخجل في إبرازها أمام العالم، وإن كانت رمزيتها هي الصحراء وبيت الشعر والإبل، وأنه مهما تطوّرنا أو أننا نسعى جاهدين لتحقيق الرؤية وأهدافها، لكن من دون التخلّي عن موروثنا الذي نتميّز به".

رؤية المملكة 2030.. ودور وزارة الثقافة

عن دور الوزارة خلال العام 2023، يقول أحمد فلمبان إن "الدور أكبر من أن تحصيه كلمات، لكن يمكن النظر مثلا إلى دور وزارة الثقافة في الاهتمام والرعاية لمعظم الفنون ومنها الفن التشكيلي، وحسب ما أتذكّر بأن هناك معارض تشكيلية افتتحت مؤخّرا في مدينة جدة، وهناك تطوّر ملموس ومشاهد بالعين المجرّدة تؤكّد أن رؤية المملكة 2030 ترعى الفنون والثقافة، باعتبارها أداة قوة ناعمة تُسهم في التعريف عن المملكة لدى الشعوب الأخرى، ومن ذلك قرار فصل الثقافة عن الإعلام بوزير مستقل لها، ثم قيام وزير الثقافة بإنشاء هيئات داخل هذه الوزارة لكي تعتني كل هيئة بجانب معيّن من جوانب الفن؛ مثل جانب الطهي وجانب الأزياء وجانب المتاحف، وكذلك جانب الأدب والنشر والترجمة".

ويُضيف فلمبان أن "برامج وزارة الثقافة وأنشطتها تبرز ثقافة المملكة العربية السعودية بكل ألوانها وأطيافها إلى العالم".

آخر أعمال أحمد فلمبان

عن آخر أعماله الأدبية والثقافية بعد مشاركته في معرض جدة الدولي للكتاب، يختتم أحمد فلمبان حديثه قائلا: "حاليا، مكتفي بالإصدارات الثلاثة التي كتبتها وأصدرتها، وهي كتاب "قصة فشل" وكتاب "علمتني أنا"، وآخر عملٍ أنتجته لهذا العام 2023م والذي حمل عنوان "أحاديث مجهولة"، وهو عبارة عن خواطر وبوح وفضفضة".

واستطرد: "لديّ رواية سبق أن نشرتها عام 2017، لكن لم تنجح تسويقيا لأسباب أعلمها، لكن لا أستطيع مشاركتها، لذلك ربما أقوم بإعادة إصدارها ونشرها من جديد خلال العام المقبل 2024م، وذلك بعد أن سحبتها من الأسواق في عام 2020م، لكن لم أتخذ القرار النهائي حتى الآن بسبب أنني أرغب في التسليط الإعلامي بشكل أكبر على أعمالي الحالية، حتى تأخذ نصيبها من الشّهرة ويتعرّف عليها الجميع، وتكون متداولة بين أيديهم".