تتوالى الجهود في المملكة للاهتمام بالشعر العربي وإقامة الفعاليات الثقافية المتتالية اهتماما باللغة العربية، وقبل أيام عُرضت مسرحية “رُسُوم وطَلَل.. جغرافيا القصيدة”، وهي أضخم عرض مسرحي غنائي يقتفي آثار شعراء العرب، في “مهرجان الكُتّاب والقُراء”، في نسخته الثانية بمحافظة خميس مشيط في منطقة عسير، لتشكّل ضربا من اهتمام لا ينقطع بالواقع الشعري في السعودية.
عن واقع الشعر العربي ومدى كفاية دعم الدولة للشعر، يقول الشاعر إبراهيم عبدالله الجريفاني إن “للشعر لغة متحرّكة لا تعرف الثبات، ولا تعترف بالقيود؛ لأنه وحي فكري، والفكر دوما يعيش صمتا ذا حراك مُجلجل، كما أن الأصوب هو تطور الشاعر لا تطوّر الشِّعر، فالشاعر المؤمن برسالته الفكرية التأثيرية هو الأقدر على محاكاة متغيّرات العصر وفهم لغته المعاصرة”.
ويُضيف إبراهيم الجريفاني، في حديث خاص لـ”الوئام”، أنه “بنظرة سريعة نشهد أن الشِّعر على مر العصور مرّ بأزمنة من التحديث، رغم تصدي بعض الفكر الثابت الباقي من زمن الماضوية، لكن المتلقي اليوم لا يقف عند الأمس بل يتذوّق لغته،
فالشعر العربي عند العرب هو انعكاس لحال العرب وما صاروا إليه، ويقيني أن الشّعر صوت فاعل ومؤثر ومسهم بالرأي الآخر البنّاء”.
ويوضّح المتحدّث ذاته أن “اهتمام الدولة متى أتى عملا مؤسسيا يتواءم مع المتغيّرات، فهو مطلوب، فالحراك الشعري قوة ناعمة مؤثّرة، إلا أن المطلوب شكلا مختلفا من الدعم الحكومي لتحقيق الأهداف، فالكثير من المؤتمرات والملتقيات المحلية أو الإقليمية لن تخدم الشعر العربي”.
اقرأ أيضًا: هل نهضة السعودية تتعارض مع انطلاقتها الحضارية؟ عبدالله الهميلي يجيب لـ”الوئام”
“كما أن دعم الدولة المؤسسي، كما أراه، بالترجمة والحضور الفاعل عبر فعاليات مدروسة ذات أهداف، وتدور وتنظّم بعقلية متحرّرة من التقليدية، والاختيار للداخل له لغته غير لغة المخاطب الدولي”، وفق إبراهيم الجريفاني.
ويختتم الجريفاني حديثه قائلا إن “الشعر بخير ومتماهٍ مع العصر والحداثة، لمن يودّ الحياة وتجاوز الأمس، واستطاع أن يفكّر بعقل متغيّر غير الفكر الثابت”.