تتزايَد المخاوف بسبب الأزمة الحالية المندلعة في البحر الأحمر، إثر قيام الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وتحالُف “حارس الازدهار” بتوجيه ضربات على مواقع لمليشيات الحوثي في اليمن، وذلك بهدف الحفاظ على الملاحة الدولية من التهديدات الأخيرة، إلا أن الأزمة أظهرت الحاجة إلى تهدئة الأوضاع بهدف الحفاظ على الاقتصاد العالمي.
اقرأ أيضًا: سركيس أبوزيد لـ”الوئام”: الحرب الموسعة بين إسرائيل وحزب الله “مستبعدَة” وتصعيد تل أبيب “شو إعلامي”
ويُعد البحر الأحمر شريانا رئيسيا لتغذية الاقتصاد العالمي، لما يحتويه على ممرات مائية، تُعدّ من أهم الممرات المائية بالعالم؛ وكشف مراقبون أن المملكة العربية السعودية ستقود مفاوضات دبلوماسية لتهدئة الأمور في محاولةٍ لوقف التصعيد في البحر الأحمر، والحفاظ على الملاحة الدولية والاقتصاد العالمي.
من جانبه، يقول عبدالرحمن وجدان، المحلل السياسي، إن “التهدئة ضرورية بين التحالف الدولي “حارس الازدهار” ومليشيا الحوثي الموالية لإيران في اليمن، بهدف الحفاظ على الاقتصاد العالمي، وهو ما يُبرز الدور القوي للسعودية خلال الفترة الحالية بين دول العالم”.
وتوقّع وجدان، في حديث خاص لـ”الوئام”، “تدخُّل قوى من جانب المملكة سياسيا لمنع اتساع رقعة النزاع والتوتر الحالي في تلك المنطقة الاستراتيجية، ومنع تهديد الملاحة الدولية أيضا”.
وشدّد وجدان عَلَى أن “المملكة تحاول تصفير الأزمات في العالم وتهدئة الأمور في المنطقة، خاصة في ظل اشتعال حرب غزة، ولذلك فإنها ستتخذ خطوات جادة لتهدئة الأمور في البحر الأحمر لحماية دول الخليج والدول العربية من أي ضرر قد يعود عليها من اشتعال الأمور”.
كانت الولايات المتحدة وبريطانيا شنتا ضربة على أهداف عسكرية للحوثيين، شملت محيط مطار صنعاء، وموقعا عسكريا قرب مطار تعز وقاعدة بحرية تابعة للحوثيين في الحديدة ومواقع عسكرية في محافظة حجة.
وعلى الجانب الاقتصادي، أوقفت 8 من أكبر 10 شركات لسفن الحاويات المرور في البحر الأحمر؛ كما صعدت أسعار الشحن 84%، كذلك شهدت حركة الناقلات عبر مضيق باب المندب انخفاضا قدره 40%، كما أعلنت شركة الشحن الدنماركية “تورم”، المتخصّصة في نقل المشتقات البترولية وتمتلك أسطولا ضخما، تعليق جميع عمليات النقل عبر جنوب البحر الأحمر.