د. سالم اليامي
مستشار سابق بوزار الخارجية، كاتب وباحث في العلاقات الدولية. كاتب رأي في الصحافة الوطنية منذ 2012.
الاستقرار مطلب في منطقتنا، وفي مناطق كثيرة في هذا العالم، ومنذ أحداث السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ التي شهدتها الأراضي الفلسطينية في صراع مفتوح بين الفصائل الفلسطينية وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمنطقة برمتها تفقد الكثير من هدوئها واستقرارها، ومع تصاعد الاحداث والدمار الذي تشهده غزة والخطط الخبيثة التي قد تدخل المنطقة في دومان عنف غير مسبوقة جاءت التوترات في منطقة البحر الأحمر وأصبح هذا الشريان الحيوي للتجارة العالمية موقع صراع وتوتر وتهديد لمصالح دول كثيرة في العالم. صراع منطقة البحر الأحمر أصبح عيناً ملتهبة منذ الضربات الأمريكية البريطانية للقوات الحوثية الموجهة إيرانياً بخلق حالة من التوتر في المنطقة المتوترة أصلاً. الضربات التي تلقها الحوثي في اليمن عززت نظرياً من تعزيز كذبة أنهم في اليمن ينتصرون للفلسطينيين في غزة، ويكشف لنا هذه الحقيقة التصريحات الإيرانية التي بينت حقيقة الموقف في البحر الأحمر، والذي عبر عنه وزير الخارجية الإيراني بكلام يندر أن يصدر على لسان سياسي مسؤول حيق قال الرجل، أن ماتقوم به الجماعة الحوثية في البحر الأحمر ينسجم مع نصرة الناس في غزة!! وتحدث مسؤول إيراني آخر وأكد أن إيران لا تريد حرباً شاملة في المنطقة، هذا التصريح يعني أن إيران تخطط أ تهدد بأن لديها القدرة باشعال المنطقة المشتعلة، وأنها يمكن أن تحجم عن ذلك إذا قبضت الثمن المناسب والذي ينتظر أن يقدمه لها الغرب وخاصة أمريكا من خلال الحوار والرسائل بين الجانبين. وكما يقال بأن ليس هناك شيئ يمكن أن يخبأ بشكل دائم قال الرئيس الأمريكي بعد ضربات قوات التحالف لبعض الأهداف الحوثية بأن بلاده أوصلت رسالة خاصة إلى إيران وأنه قام بإيصال الرسالة طرف دولي ثالث، وأن الجانب الإيراني استلم الرسالة الأمريكية واستوعب مضمونها. على جانب آخر تحدث بعض الناطقين باسم الجماعة الحوثية وأكدوا حسب بيانات رصدت صادرة عن الجماعة بأن الضربات التي قالت أمريكا وبريطانيا بأنها نوعية واستهدفت رادارات ومواقع اطلاق صواريخ وخلافه قالوا بأن كل الضربات منزوعة الدسم ولم تحدث أي تأثير فعال، هذا التصريح فتح الباب لتفسيرات منها إما إن تكون صحيحة وهنا تتأكد نظرية المسرحية بين الضارب والمضروب وبين الكفيل أو الراعي الرسمي للطرف المضروب، أو أن هذه الضربات كانت دقيقة ،مؤثرة وحققت أهداف عملية بعيدة عن تحقيق خسائر بشرية كما قالت بعض التقارير. في ظل كل ذلك ومع اقتراب الصراع في غزة من اليوم رقم مائة يعود للمشهد من جديد جزئية تحدث البعض عنها قبل أشعر وهي عملية الدفع الإسرائيلية للفلسطينيين للنزوح والخروج وربما الهجرة من غزة، يبين ذلك استمرار القتل، وتدمير البنى التحتية وتوسيع الناس من خلال منع دخول المساعدات من على الجانب المصري، حتى غدت عملية المعابر وإدارتها قضية مستقلة بين مصر وإسرائيل.