يعتزم حلف شمال الأطلسي (الناتو) بدء أكبر مناورة عسكرية منذ عقود، تحت اسم “المدافع الصامد 2024″، وذلك يوم 22 الشهر الجاري بمشاركة 90 ألف جندي من 31 دولة، وتأتي المناورة بمناسبة الذكرى 75 لتأسيس حلف الناتو.
مناورة الكبرى لـ”الناتو” تزامنت أيضًا مع إعادة إطلاق فكرة إنشاء جيش أوروبي موحّد في أروقة السياسة الأوروبية، ورغم أن الفكرة لم تخرج عن طور الاقتراح الذي لم يرَ النور، دعا وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الاتحاد الأوروبي، لتشكيل جيش موحّد في أوروبا، توكل له مهام الحفاظ على السلام ومنع النزاعات في أوروبا.
نُوقشت الفكرة لأول مرة في عام 1950، باقتراح من قبل فرنسا، وكان سيتألّف من الدول الستة الداخلية (بلجيكا وفرنسا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا وألمانيا الغربية)، من أجل تعزيز الدفاع ضد التهديد السوفيتي دون إعادة تسليح ألمانيا مباشرة في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
يقول علوان أمين الدين، الباحث اللبناني في الشؤون الدولية مؤسّس ومدير مركز “سيتا”، إن “إنشاء الجيش الأوروبي ليس بالفكرة الجديدة بل قديمة نوعا ما، والأمر غير وارد حاليا، لكنه ليس مستحيلا مستقبلا، لا سيما مع التغيّرات التي يشهدها النظام العالمي.
واستعرض علوان أمين الدين، في حديث خاص لـ”الوئام”، في نقاط عدة صعوبة إنشاء جيش أوروبي موحّد في الوقت الحالي:
• الولايات المتحدة الأمريكية لديها ما يشبه الزواج الكاثوليكي مع دول أوروبية؛ بينها بريطانيا، ولن ترضى بمحور موازٍ لـ”الناتو” يكون نقطة تفوق للأوروبيين وضعف لاستراتيجيتها في الغرب.
• من الصعب قيام جيش أوروبي موحّد مع الأزمات التي مرت بها أوروبا خلال فترة جائحة كورونا اقتصاديا، وتضرر العديد من الاقتصادات على مسار الإنتاج والعمل.
• استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وأعباء الإمدادات بحزم المساعدات المالية والعتاد والأسلحة يفاقمان أوجه الإنفاق العسكرية ويزيدان الأعباء على الأوروبيين.
• تراجُع الدور الفرنسي والأمريكي في إفريقيا لصالح روسيا والصين (كثير من الدول كانت تؤمّن مداخيل مادية كبيرة لباريس).