كشف تحليل حديث للصخور البركانية عن وجود كميات كبيرة من مركبات النيتروجين، والتي يعتقد أنها نشأت بفعل البرق البركاني، بينما أعلن مجموعة من الباحثين أن هذا قد يكون سببًا رئيسيًا في إشعال الحياة على كوكب الأرض، وفق موقع “NewScientist“.
علميًا، يعتبر النيتروجين عنصرًا رئيسيًا في الأحماض الأمينية، وهي البنية الأساسية للبروتينات الحيوية. وبالرغم من وجود غاز النيتروجين بكثرة، إلا أن النباتات لا تستطيع تحويله إلى شكل يمكن استخدامه مباشرة.
وتعتمد النباتات بشكل رئيسي على البكتيريا للحصول على النيتروجين من خلال تحويله إلى مركبات نيتروجينية، مثل النترات.
ولكن في الأزمنة البدائية من تاريخ الأرض، لم تكن هذه البكتيريا موجودة، مما يشير إلى وجود مصدر غير بيولوجي للنيتروجين في ذلك الوقت.
الباحثون اقترحوا أن البرق البركاني قد يكون أحد مصادر هذا النيتروجين، حيث أظهرت دراستهم لرواسب بيرو وتركيا وإيطاليا وجود كميات كبيرة من النترات في بعض الطبقات. كما أظهر التحليل النظيري أن هذه النترات لم تنبعث من البراكين، ولكن كانت موجودة في الغلاف الجوي.
ووفق هذه النظرية، فإن البرق البركاني، الذي يحدث في سحب الرماد أثناء انفجارات بعض البراكين، يعتبر مصدرًا آخر محتملًا لتكون هذه الكميات الكبيرة من النترات، والتي بدورها تشكل جزءًا هامًا في تطور الحياة الأولى على الأرض.
تامسين ماذر في جامعة أكسفورد أكدت أن استنتاجات الفريق تبدو منطقية، وأشارت إلى أن البرق البركاني كان له دورًا كبيرًا في إنتاج مركبات النيتروجين. وتظهر النتائج أيضًا أن الحياة قد تطورت حول البراكين، مما يدعم فكرة وجود وفرة من مركبات النيتروجين في هذه البيئة البدائية.