انتهت الاجتماعات السياسية الرباعية التي شهدتها القاهرة، وغادر وفد التفاوض الإسرائيلي العاصمة المصرية، بعد مباحثات بشأن عقد صفقة محتملة لتبادُل الأسرى مع “حماس”، في وقت يُكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من هجماته على رفح الفلسطينية.
وعن أهداف رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، من وجود مدير جهاز “الموساد” في اجتماعات القاهرة، يقول الدكتور رياض عيد، الإعلامي والباحث اللبناني المتخصّص في العلاقات الدولية: “يجب أن نتفق على أن نتنياهو لا يريد السلام رغم أنه أرسل مدير المخابرات “الموساد” ديفيد بارنيا، إلى القاهرة لحضور مباحثات رباعية بشأن بحث الهدنة المقترحة في غزة، والدليل أن مَن يريد السلام لا يواصل قصف المدنيين والعزّل من الجو وبقذائف المدفعية ويجهز لحملة برية شرسة لاجتياح رفح الفلسطينية”.
ويُضيف رياض عيد، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “منذ 7 أكتوبر الماضي ونتنياهو يدرك جيدا ما يريد من العملية العسكرية التي أعطى لها وقتا مفتوحا لانتهائها، ويحظى بغطاء سياسي وعسكري أمريكي وضوء أخضر غربي لا يغيب، وبالتالي، ومع وتيرة العنف غير المسبوق وأعمال القتل وتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها ومع كثرة الضغوط الدولية والإقليمية، بات على نتنياهو أن يقوم بنقاط تحرك في أكثر من اتجاه بإبداء رغبة في التحرك نحو سلام مصطنع لن يفي به”.
ويوضّح الأكاديمي اللبناني أن “خطط نتنياهو تقوم على استمرار الضغط على الفلسطينيين والرغبة في التخلّص من حركة حماس وضم الأراضي، ومواصلة مخططه للضغط العسكري لتفريغ أرض فلسطين من كل فلسطيني، وتفويت كل الفرص لإقامة الدولة وتوطينهم خارجها ودفعهم إلى سيناء، وهو مخططات تجعل من السلام المرتقب حلما مستحيلا”.
ويتابع المتحدّث ذاته: “نتنياهو يحظى بضغوط داخلية كبيرة من أهالي المحتجزين لدى حماس التي أبلت بلاء قويا في المقاومة ولا تزال، ويتعرض لرفض دولي وموجة استهجان واسعة، تتزايد يوميا في أوروبا على المستوى الشعبي، ما يضغط على حكومات العواصم الغربية، ناهيك بتزايد الضغوط على الولايات المتحدة الداعم الأول لإسرائيل من أطراف إقليمية ودولية وداخليا أيضا بسبب ممارسات إسرائيل في غزة، كل تلك الضغوط تدفع نتنياهو إلى الجلوس والتفاوض والحديث عن هدنة محتملة بجولة في القاهرة، لكن كلها مراوغات سياسية”.