الأمم والحضارات تفخرُ بأيامها الخالدة التاريخية، وتجعل منها حدثًا تستذكره بشكلٍ سنويّ، وفي تاريخنا الوطني السعودي مفاخِر عدَّة، منها يوم التأسيس، اليوم الذي بدأ به عهد المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود بتاريخ 22 فبراير، إذ يُعدٌّ هذا التاريخ مفصليًا وحدثًا استثنائيًا في التاريخ؛ ولكن لماذا؟
في الإجابة يقول أ.د. طلال بن خالد الطريفي، أستاذ التاريخ السعودي بجامعة الإمام محمد بن سعود، إنه حال استدعاء الماضي منذ 3 قرون قبل التأسيس، يظهر جليًا مدى أهمية ومحورية التحول الذي فرضه قرار الإمام محمد بن سعود بتأسيس الدولة السعودية الأولى.
ويُضيف الدكتور طلال الطريفي، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن هذا القرار بدَّل حال الناس وجمع الشتَّات الذي استمرَّ قرونًا في الجزيرة العربية، فحال الناس كان ممزقًا بين كياناتٍ سياسية متناحرة، وبلداتٍ مستقلَّة، في كل بلدةٍ قوة سياسية تحكمها، الأمر الذي أفقدهم الأمن والاستقرار، وجعلهم يعيشون قرونًا من الخوف، والحرمان من الراحة وممارسة حياتهم الطبيعية.
ويؤكد أستاذ التاريخ السعودي، أن المنطقة عاشت ردحًا من الزمن تحت رحمةِ تنازع القوى الخارجية عليها، وإذا ما فقد المجتمع الأمن؛ فإنه فقد كل معاني الحياة الكريمة، لذا كان قيام الدولة السعودية الأولى بمثابة النور الذي سطع على أرض الوطن في وقتٍ كانت فيه حلكةُ الظُّلمة في أشدِّ سوادٍ لها.
وهنا نعي تمامًا أن اللحظة التاريخية ليوم التأسيس كانت لحظةً عظيمة في تاريخنا الوطني، ولبنةً أساس لوطنٍ شامخ، استمرَّ إلى ما وصلنا إليه اليوم من تقدُّمٍ ونماءٍ تجاوزنا فيها الأمم.
واختتم الدكتور طلال الطريفي، حديثه قائلًا: “فمن يوم التأسيس مرَّت ثلاثة قرون من الزمان؛ استطاع هذا البناء وهذا الوطن خلالها أن يسطر أعظم الملاحم، ويُثبت أقوى الدلائل على علوِّ همتنا وحكمةِ قادتنا وعظمتهم. ومن ذلك نعي ونستوعب ونفهم أهمية يوم التأسيس”