حذر علماء، في دراسة نشرت في مجلة Earth-Science Reviews، من أن ذوبان الجليد الدائم في القطب الشمالي قد يؤدي إلى إطلاق غاز الرادون، وهو غاز مشع يمكن أن يسبب السرطان.
تشبه التربة الصقيعية التي تبقى متجمدة على مدار العام في القطب الشمالي غطاءً يمنع انبعاث مجموعة من الغازات إلى الغلاف الجوي. ومن بين هذه الغازات الميثان، الذي يعد غازًا دفيئًا قويًا يطلق مع ذوبان الجليد الدائم، مما يساهم في تسارع التغيرات المناخية.
ووفقًا للورقة البحثية الأخيرة التي نشرت في Earth-Science Reviews، فإن هناك غازًا خطيرًا آخر يمكن أن يكون موجودًا تحت التربة الصقيعية في القطب الشمالي، وهو الرادون.
يعتبر الرادون غازًا عديم اللون والرائحة يتكون نتيجة للاضمحلال الإشعاعي لليورانيوم الطبيعي. ومن المعروف أنه يتراكم في المنازل أحيانًا، خاصة في الطوابق السفلية، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة على المدى الطويل.
ويتشكل الرادون بشكل طبيعي عندما يتحلل اليورانيوم أو الثوريوم أو الراديوم، وهي معادن مشعة في الصخور والتربة والمياه الجوفية.
وعلى الرغم من أن الرادون ليس حاليًا مشكلة رئيسية في القطب الشمالي أو المناطق المجاورة بسبب استمرار تجميد التربة، إلا أنه مع ذوبان التربة الصقيعية، يمكن للرادون أن يتحرك بحرية.
ويمكن أن يتعرض الناس للرادون في المقام الأول من استنشاق الرادون في الهواء الذي يأتي من خلال الشقوق والفجوات في المباني والمنازل.
يقول بول جودفيلو، أخصائي البرنامج البيئي في المخاطر الجيولوجية في قسم ألاسكا للمسوحات الجيولوجية والجيوفيزيائية، إن هناك بعض الأبحاث الجارية لفهم كيفية تعرض أصحاب المنازل للرادون نتيجة لذوبان التربة الصقيعية.
ومن بين التحديات التي تواجه عملية الاختبار هي الكثافة السكانية المتناثرة في ألاسكا وصعوبة إعادة مجموعات الاختبار إلى المختبرات في الولايات الـ48 السفلى لتحليلها.
وفي دراسة جديدة، راجع الباحثون دراسات سابقة حول الرادون في التربة الصقيعية، وأشاروا إلى أن تدهور هذه التربة يمكن أن يسمح للرادون بالتحرك إلى المنازل وأماكن العمل.
وعلى الرغم من أن هناك العديد من الأسئلة اللاحقة بشأن كيفية تأثير الرادون على البيئة وصحة الإنسان، فإن الأبحاث الجارية والاهتمام المتزايد بهذا الموضوع يظهر مدى أهميته، وهذا يعكس عمل الجامعات والوكالات الحكومية المستمر في هذا المجال.