الوئام – خاص
في الوقت الذي يكون هَمّ الطفل فيه اللعب طوال الوقت، يرغب الآباء والأمّهات في جلوس أطفالهم لاستذكار دروسهم، وهنا تكمن أهمية التعلُّم عن طريق اللعب كإحدى استراتيجيات التعلّم التي تواكب التطوّر النمائي والمعرفي لأبنائنا الطلاب.
يقول الدكتور محمد عبدالله، أخصائي التربية السلوكية والنفسية وثقافة الأطفال: “يُسهم التعلُّم باللعب في تعزيز قدرات الطفل الإبداعية والابتكارية، فضلا عن اكتشاف الطفل لمشاعره وقيمه واتجاهاته نحو إدراك الأشياء مِن حوله، وكم من أم وأب لا يضيّع فرصة كي يعلّم طفله من خلال المواقف اليومية، فيُصبح يوم الطفل بأكمله كأنه حصة تعليمية مفتوحة”.
ويُضيف محمد عبدالله، في حديث خاص لـ”الوئام”: “كما أنّ التربية بالقدوة، فإنَّ القدوة داخل البيت، ممثلةً في الأب والأم أو مَن يقوم مقامهما في التربية؛ كالجَد والجدة والعم والعمة والخال والخالة، تلعب دورا مهمّا في نزوع الطفل نحو التعلُّم والإقبال على الدراسة بشغف، فضلا عن وجود نماذج مشرفة داخل العائلة من علماء وأطباء ومهندسين ومعلّمين، لكي يقتدي بهم الطفل”.
ويُتابع اخصائي التربية السلوكية وثقافة الأطفال: “كلما كانت علاقة الوالدين بأبنائهم علاقة صداقة، يسودها الحوار والنقاش دون تسلّط أو فرض رأي واحترام الكبار لعقل صغيرهم وطريقة تفكيره، زاد إقبال الطفل نحو التعلّم، وهنا ننصح بعض الآباء والأمّهات ممّن ينفعلون بسرعة على أبنائهم بمجرّد أن يتعلثم في نطق كلمة أو حل مسألة رياضية: توقَّف لأنّك بهذه الطريقة تعمل ضد مصلحة طفلك لا من أجله”.
ويختتم محمد عبدالله حديثه قائلا إن “التشجيع، سواءً كان ماديا أو معنويا بالكلمة الطيبة والثناء الحسن أمام أفراد العائلة بذاك الطفل المجتهد الذي يكتب واجباته أولا بأوّل، ولا يؤجّل عمل اليوم إلى الغد، له مفعول السحر نحو إقبال طفلك على التعلّم”.