الوئام – خاص
تطورات جديدة تشهدها الساحة الفلسطينية، حيث قدّم رئيس حكومة السلطة الفلسطينية محمد اشتية، استقالة حكومته لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي أصدر مرسومًا بقبولها وكلفه بتسيير أعمال الحكومة مؤقتا، إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
وقال إياد العبادلة الإعلامي والمحلل السياسي الفلسطيني، إن المشهد الفلسطيني في القدس وقطاع غزة والضفة الغربية يتطلب فرض واقع جديد وبحاجة إلى استحقاق جديد، فما يحدث في قطاع غزة من ارتكاب مجازر من قبل الاحتلال وتدمير كامل لكل مقومات الحياة والبنى التحتية والمجاعة ونقص الغذاء والدواء والماء والانعدام المجتمعي بصفة عامة يفرض أن يكون هناك استحقاق جديد للفلسطينيين، الذين باتوا بأمس الحاجة إلى حكومة تكنوقراط لا سياسية تعمل كفريق إنقاذ من إنقاذ ما تبقى للحفاظ على شكل سير الحياة للمواطنين.
وأضاف “العبادلة” في تصريحات خاصة لـ”الوئام”، أنه من الطبيعي أن يكون هناك استحقاق جديد بتغيير الحكومة كل أربعة سنوات وفق القانون الفلسطيني، وبما أن حكومة “اشتية” التي تم تشكيلها في مارس 2019 من حركة فتح ولم تستطع تقديم أي شيء ملموس في ظل المشهد الفلسطيني الحالي كان الأولى عليها التقدم بالاستقالة قبل ذلك.
وشدد المحلل السياسي، على أن المشهد الفلسطيني حاليًا بحاجة إلى حكومة تكنوقراط من ذوي الخبرة الواسعة في المجالات كافة لإنقاذ الوضع الراهن وخصوصًا ما يحدث في قطاع غزة من حرب إبادة جماعية، المواطنون الفلسطينيون ليسوا بحاجة إلى حكومة بمثابة صراف آلي بقدر ما هم بحاجة إلى حكومة تتحرك فعليا من أجل توفير ما يلزم المواطنين وتأمين لهم الغذاء والدواء والمأوى.
ونوه “العبادلة”، إلى أن الحالة الفلسطينية تختلف في مكوناتها عن الآخرين، ولا تقبل فرض الشروط أو الإملاءات، لذلك الحديث عن أي تغيير للمشهد الفلسطيني يجب أن يكون عبر توافق من جميع القوى الفلسطينية وهذا ما سنراه في نهاية الشهر الجاري حيث الاجتماع الموسع لكافة القوى الفصائل الفلسطينية في موسكو.
وأكد “العبادلة”، أن الحكومة المقبلة ستكون حكومة وظيفية بالدرجة الأولى تحل كافة الإشكاليات العالقة والمستحدثة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير والذي يعتبر بمثابة حرب إبادة جماعية من توفير الأمن الغذائي والعلاجي والمأوى إضافة إلى السلم الأهلي أيضًا يجب أن تكون حكومة مقبولة محليا ووطنيا ودوليا مرتبطة بشبكة أمان محلية دولية وإقليمية من أجل تبني إعادة إعمار ما دمره الاحتلال إضافة إلى حفاظها على الوحدة الوطنية ومراعاة العلاقة مع دول الجوار والدول الصديقة الداعمة لفلسطين.
تحديات كبيرة
وأشار “العبادلة”، إلى أن أي حكومة مقبلة ستكون أمام تحديات كبيرة على الصعيد المحلي الإقليمي والدولي وستكون مهمتها بالدرجة الأولى الحفاظ على السلم الأهلي المجتمعي وتوفير الأمن الغذائي في ظل رفض الاحتلال لاي شراكة مع منظمات الأمم المتحدة وخاصة الأونروا.