خاص- الوئام
أكّد ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، مساء الثلاثاء، لدى استقباله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حرص المملكة ودعمها لحل الأزمة الأوكرانية، مشددا على مواصلة الجهود للإسهام بتخفيف الآثار الإنسانية لتلك الأزمة.
من جهته، أعرب زيلينسكي عن شكره وتقديره لجهود السعودية بشأن أوكرانيا، كما تعكس الزيارة مكانة المملكة ودورها العالمي البارز في القيادة على المستوى الدولي، والعمل على إيجاد حلول سلمية وجذرية للأزمات على الساحة العالمية.
يقول إيفان يواس، كبير المستشارين في المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية التابع للرئاسة الأوكرانية، إن “السعودية تُعد بالنسبة إلى كييف طرفا موثوقا فيه يسعى إلى تحقيق صيغة سلام عادلة في الأزمة الحالية”.
ويُوضّح إيفان يواس، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “السعودية تمتلك حاليا الكثير من الأدوات التي تؤهلها لذلك، فهي الأفضل على الإطلاق للعب دور الوسيط نظرا لعلاقتها الجيدة مع روسيا، بجانب كونها الطرف الأهم في تلك المنطقة الإقليمية”.
ويُتابع كبير المستشارين في المعهد الوطني التابع للرئاسة الأوكرانية، قائلا: “ينبغي أن نتذكّر أنه من بين الاجتماعات الأربعة لتعزيز صيغة السلام، لم يكن ممثّلو الصين ودول الجنوب الأخرى حاضرين إلا في الاجتماع الذي عقد في جدة، ولذلك، فإنّ زيارة الرئيس زيلينسكي اليوم إلى السعودية هي، في المقام الأول، توقّع للدور الذي يمكن أن تلعبه المملكة في تعزيز صيغة السلام”.
أغسطس الماضي، استضافت جدة مؤتمرا بشأن تسوية الصراع بين روسيا وأوكرانيا، شارك فيه ممثّلو أكثر من 40 بلدا ومنظمة دولية، كما قدّمت السعودية مبادرات إنسانية وجهودا كبيرة منذ اندلاع الأزمة.
كانت المملكة من أوائل الدول المبادرة بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، والعمل على التوصّل لحل سياسي، وتقديم المساعدات الإنسانية لتخفيف الآثار الناجمة عن الحرب، ودعم اتفاق استئناف صادرات الأغذية، والتوسّط لإطلاق وتبادُل الأسرى والموقوفين.
ويختتم إيفان يواس حديثه بالتأكيد على قدرة المملكة في التحرّك بفاعلية في ملف الحرب الأوكرانية، خاصةً أنّ بإمكانها أن تجمع الجنوب العالمي، وكذلك الصين والهند، إلى الحوار، وقد تجلّى ذلك في الاجتماع الذي عُقد في جدة العام الماضي”.