الوئام- خاص
يقع الأبوان، لا سيما الأب، تحت ضغوط العمل التي أصبحت ضمن إيقاعات العصر، ومع تراكُم الضغوط يصبح عصبيا، وهو ما ينعكس على سلوكه وصوته العالي في نطاق الأسرة، مع أبسط النقاشات التي تنعكس بالسلب على علاقة الأب بالأبناء والأم أيضا.
وبشأن تأثير الصوت العالي في نطاق الأسرة على مستقبل الأبناء من الناحيتين العملية والاجتماعية، يقول الدكتور عبدالحكم شطي، استشاري الصحة النفسية والإرشاد النفسي، إن “الصوت العالي قد لا يكون بالضرورة دليلا على ضعف موقف أحد الأبوين، لكنّه تعرُّض لضغوط شديدة ومستمرة نتيجة تراكُم مهام العمل أو ضغوط الحياة ماديا ومتطلّباتها، ولا بد للإنسان أن يفصل بين أي ضغوطٍ ودوره في نطاق أسرته، لأن الأبناء والزوجة ليس لهم دخل بها”.
ويُضيف عبدالحكم شطي، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “وجود الأسرة المترابطة يقود إلى طريق التنمية الشاملة والتقدُّم، وصوت الأب أو الأم العالي داخل الأسرة يؤثّر بالسلب على علاقته بأبنائه ويكسبهم ممارسة الحدّة في التصرّفات والحديث، والتعود على العنف الشفوي واللفظي للتعبير عن رأيهم وميولهم، وهو ما يهدّد قدرتهم على الاندماج العملي والحياتي مستقبلا”.
ويوضّح استشاري الصحة النفسية والإرشاد النفسي أن “لغة الحوار المرنة السلسة البسيطة الخالية من صوت مرتفع وألفاظ جارحة أو مهينة داخل الأسرة، تخلق جيلا قادرا على التفكير تحت مختلف الضغوط، وتسهّل المهمة في وجود جيل آخر، اجتماعي وودود في أفعاله وكلامه”.