تركي حمدان
شاعر وكاتب سعودي. عمل صحفياً ومحرراً في عدة مؤسسات إعلامية. صدر له ديوان “موسيقى”.
سأتحدث هنا عن الأثر المهم “على الفرد تحديداً” الذي تقوم به وزارة الثقافة في تعميق وعينا بإرثنا الثقافي وذلك من خلال مناشطها المختلفة سواءً المحاضرات أو الإصدارات العلمية أو المعارض والمهرجانات والاحتفالات.
إن تنامي معرفة الشخص بإرثه الثقافي وخاصةً في سن مبكرة يشكل طريقاً لمزيدٍ من وعيه بذاته وعمق انتمائها أولاً لمحيطه القريب ثم للمجتمع الذي “يجب” أن يعي الفرد أنه هو جزء أصيل منه وبأن كونه فرداً له شخصيته المستقلة أمر لا يتعارض أطلاقاً ولا يمكن أن ينفصل عن حقيقة امتلاكه عاداتٍ وأعرافاً وقيماً روحية ووطنية سامية يتشاركها مع أبناء وطنه، هذه القيم التي تقوم بتعزيزها -مع الأسرة والجهات التعليمية- الجهات الثقافية هي ما يساهم في بناء الشخصية المتزنة الواثقة والمحصنة والتي تملك الشعور “الأهم” بالأمان والاستقرار وبالتالي القدرة على الإنجاز والإبداع في ظل وحدة وتماسك اجتماعي راسخ تميزه علاقات اجتماعية قوية مما يحد وبشكل كبير من كل شعورٍ بالاغتراب -ذاتي أو اجتماعي- وهو شعور قد يعتري النفس البشرية -في أي مجتمع- خاصة في السنين الأولى لتشكل هوية الفرد.
إن اهتمامنا بإرثنا الثقافي كما هو احتفاءٌ به واعتزاز وتكريم لإسلافنا هو كذلك ركيزة أساسية في حماية الهوية الجماعية والحفاظ على مجتمعٍ نابض بالحياة متماسك وراسخ الانتماء.