أعلنت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، عن مشروع بناء ميناء عائم مؤقّت قبالة سواحل غزة، لإيصال المساعدات إلى سكان القطاع المتضوّرين جوعا بسبب الحرب والحصار الإسرائيلي، ما الأهداف “الحقيقية” من الممر الإنساني الأمريكي؟ وهل يسهم في حل أزمة نقص الغذاء الحاد في الأراضي الفلسطينية مع تأخّر الهدنة والحل السلمي؟.
يرى هاني الجمل، الباحث في الشؤون الدولية والإقليمية، أن “الاقتراح الأمريكي بعمل ممر بحري وميناء مؤقّت لتوزيع المساعدات على أهل قطاع غزة، في ظاهره الخير، لكنه يُؤكّد على فكرة إسرائيل بتقطيع أوصال القطاع ومحاولة فصله عن الضفة الغربية، أيضا محاولة بناء الميناء قد تستمر نحو 60 يوما، وهي مدّة طويلة للغاية في فترة الجوع الشديد الذي يعانيه الفلسطينيون، في ظل استمرار حصار الاحتلال الإسرائيلي والتربّص بأعمال توزيع المساعدات والإغاثة والأدوية واستهدافها بالنيران”.
ويُضيف هاني الجمل، في حديث خاص لـ”الوئام”: “لا سيما أن المشروع الأمريكي للمساعدات سيسمح بتسليم حاويات مساعدات تعادل حمولة 200 شاحنة إلى غزة يوميا، وهذا أقل من حمولة 500 شاحنة من المساعدات كان تصل إلى القطاع يوميا قبل 7 أكتوبر الماضي”.
ويوضّح الباحث في الشؤون الدولية والإقليمية: “تحاول أمريكا مساعدة حليفتها إسرائيل في عمل ‘عسكرة’ للبحر المتوسط والسيطرة الكاملة على أعمال الإغاثة ودخول المساعدات، وهو ما يعد استكمالا لأهداف حكومة بنيامين نتنياهو التي تستهدف كل أعمال الإغاثة والأدوار الإنسانية؛ ومن بينها وكالة ‘الأونروا’ التي لم ولن تسلم من التربّص الأمريكي الإسرائيلي والغربي”.
ويؤكّد هاني الجمل أن “الولايات المتحدة تحاول أن تغلف مساعداتها العسكرية غير المحدودة لإسرائيل ببعد إنساني في دعمها بالمساعدات للفلسطينيين، ورعاية قرارات حكومة بنيامين نتنياهو، الساعية إلى إنهاء القضية الفلسطينية وتفويت فرصة إقامة الدولة الفلسطينية”.