الدكتور محمد علي – استشاري نفسي
يعاني بعض الأشخاص أمراضا نفسية نتيجة ضغوط العمل والدراسة والحياة الزوجية والعملية في أحيان كثيرة والتي تولد شعورا بالقلق والاكتئاب، وربما اللجوء إلى الوحدة والانعزال عن الناس لفترات طويلة، فهل يكون شهر رمضان سبيلا للتخلّص منها؟
شهر رمضان من الأشهر المباركة التي تتميّز بالتجمّعات العائلية والالتفاف حول مائدة واحدة وجلسات للحديث وتناول أمور الحياة والعمل والنقاشات وتبادل العتاب والشكاوى والفضفضة في الحديث، ما يساعد على التخلّص من أي مشاكل نفسية.
متاعب ومشاغل الحياة قد تجذب أفراد الأسرة الواحدة بعيدا عن بعضهم البعض، بحكم عدم وجود أوقات فراغ متاحة كثيرة تكرّس للحياة العائلية والاجتماعية، وبالتالي يكون شهر رمضان الفرصة المثالية لتذويب أي أزمات، وبدورها التخلّص من القلق ومُقدّمات الاكتئاب والرغبة في العزلة.
مِن المهمّ أن تكرّس كل عائلةٍ وقتا للتجمّع والحديث المستمر بين أفرادها، وألا يكون التجمّع المستمر في شهر رمضان حول موائد الإفطار والحديث عقب تناول الطعام، لكن لا بد أن يكون الشهر الفضيل فرصةً لمزيدٍ من التقارب ومحاولة الاستماع إلى الأبناء والبنات ومعرفة شواغلهم، وعدم تركهم نهبا لأفكار الوحدة والانعزال التي قد تُؤذيهم نفسيا.