الرياض 
27°C
في السنوات الأخيرة، اتجهت العديد من الشركات والعلامات التجارية للاستعانة بمشاهير مواقع التواصل الاجتماعي في حملاتها الإعلانية، يرجع ذلك إلى القدرة الكبيرة لهؤلاء المشاهير على التأثير في جمهورهم، وخصوصًا في عصر السوشيال ميديا، ومع هذا التأثير الكبير، تأتي أهمية وضع ضوابط تحكم هذه الإعلانات لحماية المستهلكين.
إعلانات المشاهير يمكن أن تكون أداة تسويقية فعّالة ولكنها تتطلب مسؤولية كبيرة من الشركات والمشاهير والمستهلكين على حد سواء، فالوعي واليقظة من قبل المستهلكين هو خط الدفاع الأول ضد الإعلانات المضللة والمحتوى غير الأخلاقي.
استخدام بعض المشاهير على منصات التواصل الاجتماعي لجملة “ليس إعلان” في منشوراتهم لا يحميهم من المساءلة القانونية عند الترويج لمنتجات بطريقة مضللة، وهذه الصيغة تعد نوعًا من الخداع والتضليل، ويمكن أن تؤدي إلى فرض الجزاءات القانونية المعمول بها، نظرًا لأنها تستوفي الشروط المادية والمعنوية للمخالفة.
من الضروري الحصول على ترخيص لممارسة الأنشطة الإعلانية، وتشمل هذه الضرورة الأفراد الذين يقومون بنشر الإعلانات التجارية على منصات التواصل الاجتماعي.
من جانبها، تولي الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بالمملكة العربية السعودية، اهتمامًا بالغًا بمتابعة ورصد أي تجاوزات على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك في إطار جهودها لضبط وتنظيم قطاع الإعلانات، كما تقوم الهيئة باستدعاء المعلنين الذين يخالفون القوانين لتطبيق العقوبات النظامية المقررة ضدهم.
وقانونًا، تخضع الإعلانات والدعايات لأحكام نظام المطبوعات والنشر، ويجب الحصول على ترخيص من وزارة الإعلام لمزاولتها، مشيرًا إلى وجود لجنة مكونة من قضاة وقانونيين ومختصين في الإعلام تنظر في هذه المخالفات وتصدر القرارات بحق المخالفين.
أيضاً، يُعاقب المعلنون الذين يتعاونون مع مشاهير مخالفين، وتُفرض غرامات تصل إلى 500 ألف ريال، وتُضاعف في حال تكرار المخالفة.
كانت وزارة التجارة قد أعلنت في وقت سابق، ضبط مُعلنة على منصة “سناب شات” قامت بالترويج وبيع ما يُفترض أنها سبائك ذهبية، لكن الفحص كشف أنها في الحقيقة مجرد قطع من الألمنيوم مغطاة بطبقة من الذهب.
هذه المعلنة قد خدعت أصحاب مؤسسة تجارية في محافظة الخرج بزعم أن السبائك مصنوعة من الذهب الخالص.
وبعد تحليل العينات في مختبرات متخصصة، تبينت حقيقة الغش والتدليس. حاليًا، تجري الوزارة الإجراءات القانونية اللازمة لتحويل القضية إلى النيابة العامة لتطبيق العقوبات المقررة بموجب نظام المعادن الثمينة والأحجار الكريمة.
في عصر يتميز بالتواصل الرقمي السريع وتأثير المشاهير القوي عبر الإنترنت، يبرز الحديث حول أهمية الصدق والشفافية في الإعلانات. يجب أن تكون الرسائل الإعلانية خالية من الإدعاءات الزائفة وألا تروج لمعلومات غير دقيقة حول المنتجات والخدمات، حيث يُعد الصدق ركيزة أساسية تحفظ حقوق المستهلك وتعزز ثقته.
من جانبهم، يتحمل المشاهير مسؤولية كبيرة في التحقق من المنتجات التي ينوون الترويج لها، تجنبًا لتضليل جمهورهم. عليهم التأكد من جودة وكفاءة هذه المنتجات والخدمات قبل مشاركتها مع متابعيهم.
بالإضافة إلى الصدق والتوثيق، يُعد الإفصاح عن العلاقات التجارية بين المشاهير والعلامات التجارية التي يروجون لها جزءًا لا يتجزأ من الأخلاقيات الإعلانية. يجب أن يكون هناك وضوح كامل بين المحتوى الإعلاني والآراء الشخصية لضمان شفافية كاملة.
علاوة على ذلك، من الضروري أن تظل الإعلانات ضمن حدود اللياقة والاحترام، بمعنى أن تكون خالية من أي محتوى مسيء أو غير مناسب، مما يحفظ كرامة الأفراد ويعكس صورة إيجابية عن العلامة التجارية.
أخيرًا، يجب أن تلتزم جميع الإعلانات بالقوانين والتشريعات السارية التي تحمي حقوق المستهلك وتضمن التنافس العادل في السوق. يؤدي الالتزام بالقوانين إلى تعزيز الثقة في السوق ويضمن تقديم معلومات دقيقة للمستهلكين.
في الوقت الذي تكتسب فيه إعلانات المشاهير قوة تأثير متزايدة، يُصبح الحذر والتبصر أساسيين للمستهلكين الراغبين في اتخاذ قرارات شراء مستنيرة.
ولتجنب الوقوع في فخ الإعلانات الجذابة ولكن المضللة أحيانًا، ينبغي على المستهلكين أن يتبعوا خطوات مدروسة.
أولًا، من المهم القيام بالبحث الشامل والتحقق من صحة المنتجات المعلن عنها عبر الاطلاع على تقييمات وآراء المستهلكين المستقلين. هذه الخطوة تُعد حجر الزاوية في التثبت من جودة المنتج والادعاءات الإعلانية.
ثانيًا، يجب تنمية الوعي بالتأثيرات النفسية والعاطفية التي قد يمارسها المشاهير، والتفريق بين ما هو مجرد توصية شخصية وما هو إعلان مدفوع الأجر. القدرة على التمييز بين هذين الأمرين تُعزز من قوة المستهلك في اتخاذ القرار.
ثالثًا، من الضروري التحقق من الإفصاح الواضح من قبل المشاهير عن أي علاقات تجارية أو تعاون مع العلامات التجارية التي يروجون لها. وجود هذا الإفصاح يُعزز الثقة ويُبيّن الشفافية.
رابعًا، في حالة الشك أو الريبة تجاه أي منتج، يجب عيى المستهلكين الاستفسار بنشاط والتواصل مع الشركات المصنعة للحصول على مزيد من المعلومات التي تساعدهم في تكوين صورة واضحة حول المنتج.
باتباع هذه الخطوات، يستطيع المستهلكون تحصين أنفسهم من التأثيرات الإعلانية المبهرجة وتعزيز قدرتهم على اتخاذ قرارات شراء مدروسة ومسؤولة.
إعلانات مضللة
