خاص- الوئام
تزامنا مع اقتراب الحرب في السودان من إكمال عامها الأول، تتبعثر آمال الشعب السوداني بتوصّل الأطراف إلى تسوية سياسية وسلمية، تضمن توقف الأعمال العسكرية والعدائية بين الطرفين، بين مؤتمرات سلام وعناد قادة القوى المتحاربة حتى التدخلات الخارجية ومصالحها الخاصة في هذا البلد.
ومع احتدام القتال في العاصمة الخرطوم ومدينتي بابنوسة والفاشر في غرب السودان، أجرى وفد “الآلية الأفريقية رفيعة المستوى” الخاصة بالسودان، التابعة للاتحاد الأفريقي، مباحثات جديدة مع قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، الأحد، وسط تقارير عن إيصال رسالة صارمة للدفع في اتجاه إنهاء الحرب.
يقول معاذ محمد، الباحث السياسي المتخصّص في الشؤون الدولية والسودانية، إن “عدم توقّف المعارك في السودان ألقى بظلال كارثية على العديد من المناطق بالبلد الذي حوّلته الحرب إلى خراب ودمار كبير”.
ويُضيف معاذ محمد، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “التسريبات عن اتفاق وشيك تجعل قادة الجيش والدعم السريع جزءا من تسوية سياسية، وتمنحهم حصانة ضد الملاحقة القانونية في جرائم سابقة، لكن رئيس تنسيقية القوى المدنية السودانية “تقدم”، عبدالله حمدوك، رفض جميع المساعي التي تحصن رئيس المجلس السيادي، عبدالفتاح البرهان، من الملاحقة القانونية”.
كان رئيس تنسيقية القوى المدنية السودانية قد عرقل أيضا مباحثات التسوية في العاصمة المصرية القاهرة، مطلع الشهر، بعد أن وصف بعض المراقبين زيارته بالمهمة، خصوصا أن الفترة التي قضاها حمدوك في رئاسة الوزراء لم تسفر عن أي نتائج لحل أزمة الحكم في السودان.
يرى الباحث السياسي المتخصص في الشؤون الدولية والسودانية أن “تلكّؤ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في استجابتها للملف السوداني، وضع مصالحها في خطر، فبدأت بدعم رئيس المجلس السيادي دون اتخاذ استراتيجية محددة، من خلال إرسال قوات أوكرانية للمحاربة إلى جانبه، إلى أن وجدت في رئيس تنسيقية القوى المدنية ضالتها”.
وأشار معاذ محمد إلى أن “إدارة بايدن تسعى الآن إلى إزاحة رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان، من المشهد، من خلال دعمها المباشر لحمدوك، وعن طريق استغلال دوره المحوري في الأزمة”، موضحا أن “الأسباب تكمن في استشعار الإدارة الأمريكية خطرا من مواصلة دعم البرهان؛ بسبب اندفاعه للتعاون المباشر مع إيران وتعاونه مع أنصار النظام السابق”.
وألقى مراقبون الضوء على أحد الأسباب الرئيسية التي بنظرهم دفعت واشنطن للتخلي عن دعم البرهان، وهو تمسّكه الحثيث بالسلطة، بشكل يتعارض مع مصالحهم، الأمر الذي عبّر عنه بشكل واضح مساعد البرهان، ياسر العطا، الذي صرح مؤخرا بأن الجيش لن يسلم السلطة إلى القوى المدنية إلا عبر انتخابات، وأن قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، سيكون رأس الدولة خلال الفترة الانتقالية.