تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، وسط جهود دولية وإقليمية لإقرار هدنة مؤقّتة تكون مقدّمة لاتفاق سلام، ووسط عمليات القصف والقتال، وافَق أعضاء مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق نار فوري في غزة، بعدما تقدّمت دول غير دائمة العضوية بالمجلس، بمشروع القرار الذي يدعو أيضا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الأسرى المحتجزين في القطاع.
وعن مدى التزام إسرائيل بالقرار وتنفيذه خلال الساعات المقبلة، يقول الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن “إسرائيل لم ولن تلتزم بقرارات مجلس الأمن الدولي، ولن تنصاع إلى أي قرارات دولية بشأن القضية الفلسطينية، ما دامت تتعارَض مع مصالحها، وطوال أكثر من 87 قراراً لمجلس الأمن لم تلتزم بتلك القرارات، والأمر غير ملزم لها كما صرّحت حكومة بنيامين نتنياهو، وتشجّعها على ذلك إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن”.
ويُضيف جهاد الحرازين، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “قرار مجلس الأمن نصّ على أن يتم وقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، وماذا بعد رمضان، ومن جانب آخر، قرار المجلس الذي امتنعت واشنطن عن التصويت عليه ورغم كونه جاء بأغلبية تصويت، فإنه لا يصوغ وقفاً فوريا لإطلاق النار، وبالتالي تظل عملية نزيف الدماء الفلسطيني مستمرة، أيضا عمليات وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية متعثّرة، وعمليات استهداف المدنيين تتم ليلاً ونهاراً، وقصف المستشفيات والتوسّع والاستيطان يجري على قدم وساق”.
ويوضّح الأكاديمي الفلسطيني: “يبدو أن حكومة بنيامين نتنياهو تمارس حالة من التمرّد السياسي على التوافق مع الإدارة الأمريكية، لا سيما إزاء قرارات وقف إطلاق النار، وعزم نتنياهو على اجتياح رفح الفلسطينية بريا، ونتنياهو يستغل ضغط اللوبي اليهودي في الداخل الأمريكي على إدارة جو بايدن مع قرب الانتخابات الرئاسية”.